* بغداد - (أ.ف.ب):
يؤكد باعتزاز أبو فارس أحد وكلاء توزيع الحصص التموينية في منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد أنهم لم يتلقوا أي تهديد للامتناع عن توزيع الاستمارات الانتخابية، خلافاً لما شهدته بعض الأحياء السنية التي تسودها أجواء مقاطعة.
ويقول أبو فارس (45 عاماً) الذي يوزع شهرياً 500 حصة تموينية: إنه شارف على الانتهاء من توزيع استماراته في أقل من ثلاثة أسابيع ولم يتبق لديه سوى خمسين.
ويضيف: الناس في شوق للانتخاب.. تستلم استمارتها بفرح وتبدأ فوراً بالتدقيق في أسمائها حتى تتأكد من عدم وجود أي خطأ يحول دون اقتراعها.
أما في منطقة الأعظمية السنية التي يفصلها عن الكاظمية نهر دجلة، فالإقبال ضعيف.
ويؤكد عامر قاسم (40 عاماً) أنه يفضل إعطاء الحصص التموينية بدون الاستمارة. ويتساءل عامر الذي يوزع لـ250 عائلة ماذا تفعل الحكومة؟ لماذا تعرضنا للتهديدات ولا تقوم هي بالتوزيع.
يتسلم أبو مصطفى (65 عاماً) الاستمارة ويقول سأمزقها لاحقاً ويضيف هيئة علماء المسلمين (السنّة) دعت إلى المقاطعة ونحن نتبع تعاليمها.
ويشار إلى أن غالبية رموز الطائفة السنية، وفي مقدمها هيئة العلماء، أعلنت عن مقاطعة الانتخابات المقررة في 30 كانون الثاني - يناير أو طالبت بأرجائها بسبب التدهور الأمني الواسع في العديد من المناطق العراقية وخصوصاً السنية.
وكان توزيع الاستمارات قد بدأ مطلع تشرين الثاني - نوفمبر الجاري وينتهي في منتصف الشهر المقبل، علماً بأن هذه الاستمارات، التي ستعتمد على وضع اللوائح الانتخابية، تتضمن أسماء المقترعين بناء على نظام الحصص التموينية. وتسلمها ليس إجبارياً إنما تكمن فائدته في إعطاء الناخب فرصة لتصحيح أي خطأ في حال وروده حتى يتمكن من الاقتراع.
في حي المنصور، حيث يتوزع الأهالي بين شيعة وسنّة ومسيحيين تعرب أيسر الجنابي، ربة منزل لها خمسة أولاد، عن حماستها الشديدة.
وتقول سمعت بالتهديدات لكني لا أخاف. طالما حذّرونا من إرسال الأولاد إلى المدرسة خوفاً من الخطف مقابل فدية أرسلناهم. وكذلك تعرب فيكتوريا هيرمز عن حماستها رغم أنها في الستين من عمرها.
وتقول ملوحة بالاستمارة هذه تحدد مصيرنا وهي السبيل الوحيد لتحقيق الأمان.
أما في منطقة المدائن في ضواحي بغداد الجنوبية فقد أعاد أبو عمار وكيل توزيع الحصص التموينية كل الاستمارات بسبب التهديدات التي تلقاها. ويقول التاجر الذي يقع محله في حي سلمان-بك الشعبي الذي تقطنه غالبية سنية في البدء حاولت إقناع زبائني، وغالبيتهم لا تريد الانتخابات، باستلام الاستمارة.
ويضيف منذ أيام وجدت على باب دكاني المغلق ورقة تطالبني بإعادة الاستمارات والامتناع عن توزيعها، فرضخت وخصوصاً أن الأهالي لا يريدون الانتخابات.
وذكرت معلومات صحافية أن رسائل تهديد بالقتل ونسف محلات التوزيع تحمل توقيع كتائب ثورة العشرين تم لصقها مطلع الأسبوع الجاري على أبواب المحلات التي توزع استمارات.
ومن ناحية أخرى ما زالت الحملات الانتخابية فاترة فلم تنتشر الصور واليافطات بكثرة حتى في المناطق المؤيدة بقوة للانتخابات التي دعا المرجع الشيعي الأبرز آية الله علي السيستاني إلى المشاركة فيها.
في الكاظمية رفعت يافطة كتب عليها المرجعية الدينية العليا تفتي بوجوب الاستعداد للمشاركة في الانتخابات.
وتبدأ الحملات الانتخابية وفق القانون منتصف الشهر المقبل وتنتهي قبل 48 ساعة من بدء عمليات الاقتراع. ويختار العراقيون في 30 كانون - الثاني يناير 275 عضواً للجمعية الوطنية المؤقتة باعتماد العراق دائرة انتخابية واحدة والنسبية. كما يختارون مجلس المحافظات (51 بغداد و41 سائر المحافظات السبعة عشرة).
وفي كردستان (شمال) التي تتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1992 يختار الأكراد إضافة إلى ذلك أعضاء المجلس الوطني الكردستاني (111).
|