إن من أبسط حقوق أنصار (فارس الشمال) فريق الطائي أن يرفعوا عقيرتهم.. وأن يجأروا بالصوت عالياً.. لا بالاحتجاج أو الشجب، فما تلك بأخلاقياتهم.. وانما ليسمع كلماتهم وصوتهم كل من به صمم.. وبقدر ما شاهد الكل من إبداعاتهم حتى الذين في عيونهم رمد.
* * تعاطفت (والله) مع فارس الشمال وأنصاره على خلفية انتصاره الصريح والمتوقع على فريق النصر مؤخراً.. وتعاطفي ذاك لم يكن لأنه فاز، ذلك أن عالم كرة القدم لا كبير فيه إلا بقدر ما يعطي ويحقق - أي فريق - من نتائج ميدانية.. وبقدر ما تفرزه معتركاته التنافسية من سلوكيات ومن أدبيات منوطة بأنصاره وإدارته.
* * فصائد الكبار صفة مكتسبة ظلت ماركة مسجلة باسم الطائي وما تزال.. وهي ليست المرة الأولى أو الثانية، أو حتى الثالثة التي يلقن فيها أبناء الأشهب هذا النوع من الدروس للعالمي الذي لم يدخل طوال تاريخه أي تصنيف عالمي(؟!!).
* * وهي ليست المرة الأولى التي يجرِّع فيها الهزيمة المُرّة لواحد من أندية ما يعرف بالكبار.. فقد هزم الهلال والاتحاد مرات ومرات.. لذلك ليس سراً القول بأن الطائي أضحى عقدة نصراوية عطفاً على عدد ونوعيات الهزائم التي تلقاها على يديه والتاريخ خير شاهد.
* * ولكنني تعاطفت كثيراً مع الطائي وأنصاره على ضوء ردود الأفعال النصراوية للهزيمة التي كادت أن تكون تاريخية ونوعيتها.. وما حفلت به من لغة (متورمة) لا تتماشى، ولا تنسجم مع واقع الحال.. وخصوصاً ما يتعلق منها بأحقية الطائي المشروعة في الفوز، لاسيما إذا كان يمتلك مقومات الانتصار ميدانياً.. في الوقت الذي لا يمتلك الفريق المقابل من المقومات سوى الفرقعة والجعجعة، وشل الشوارع(!!)
* * ولكي لا تُظن بي الظنون، من أنني استغل الموقف (الرد الصاع صاعين) لبعض الأقلام الصفراء التي بالغت كثيراً في نهش الهلال خلال الموسم الماضي تشفياً وشماتة وأشياء أخرى.. أؤكد هنا أنني سبق أن هاجمت مدير الكرة الهلالية بقوة على خلفية هزيمة الهلال من أحد فرق القصيم في الموسم الماضي.. والذي مارس على إثرها بعض المفردات والأدبيات التي مورست من قبل النصراويين بحق الطائي مؤخراً .. لأنني (إن شاء الله)، وبكل ثقة ووضوح من قوم لا ولن يضيع الحق بينهم.
كالديرون والغربان!!
* * أستطيع أن أزعم بأن وسطنا الرياضي عموماً، والإعلامي منه تحديداً يتفرد عن سواه من الأوساط الأخرى بالعديد من السمات والخصال التي منها السلبية ومنها الإيجابية.
* * لذلك، ومن الطبيعي جداً أن أي وسط أو مجال تتزاحم فيه الأقدام.. وتتعدد فيه الأسماء والسحنات ويشتعل فيه التنافس الشريف وغير الشريف، وتتضارب فيه المصالح.. لابد أن يحفل بالغث والسمين، والجيد والرديء.. وقد يطغى الغث والرديء، ولاسيما في غياب الاحترام والضوابط الذاتية.. وعندما تتحول الساحة إلى (سداح مداح).
* * لذلك لم أتفاجأ أو اندهش عندما سارع البعض من غربان التنظير إلى تشريح مدرب المنتخب الجديد كالديرون بمجرد الإعلان من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن التعاقد معه.. بل إن البعض منهم ذهب في تنظيره التشاؤمي إلى أبعد من التشريح والانتقاص من قدراته، ومن فرص نجاحه وذلك من خلال التنبؤات المبطنة بفشله(؟!!).
* * ولعل أكثر ما يسترعي الانتباه أن أشد هؤلاء تطرفاً في تشاؤماتهم وتنبؤاتهم بفشل الأرجنتيني قبل أن يبدأ في ممارسة عمله مع الأخضر، هم من أولئك الذين أدمنوا الفشل والانهزامية على كافة الأصعدة.. ولم يعد للتفاؤل أي مساحة في نفوسهم، أو في نظرتهم للأشياء(!!!).
* * لذلك هم يعبِّرون عن حالة متقدمة جداً من الانكسارية والتشاؤمية المزمنة.. وذلك باستباق قراءة المستقبل بذلك القدر من السوداوية.
* * في مقابل إنني ومعي الآلاف من المتفائلين بأن يوفق الله كالديرون في قيادة الأخضر لتحقيق كل التطلعات.. وإعادة ذكرى (سولاري) عام (94) وما ذلك على الله بعزيز.
وهي تسمونها صحافة؟!
* * ليس بالضرورة أن يتوافق الاسم والمسمى دائماً في إعطاء صورة تكاملية توحي بذلك التوافق.
* * فقد تجد مثلاً أن أحدهم يدعى (جميل) بينما هو أقرب إلى الدمامة.. وقد تجد آخر يدعى (كريم) في الوقت الذي يمثل الأنموذج الحقيقي لقول الشاعر:
إذا كسر الرغيف بكى عليه
بكا الخنساء إذ فجعت بصخر
وقد تجد أن ثمة من يدعى (لبيب) بينما هو في واقع الأمر أحمق من هبنّقة.. ولله في خلقه شؤون.
* * من ذلك يتضح الخطأ الكبير في منح بعض الملاحق الرياضية صفة (الصحيفة).. ولا سيما تلك الغارقة حتى الثمالة في التعصب شكلاً وموضوعاً.. وخصوصاً بعدما ثبت وللمرة الألف أنها عبارة عن معاول هدم بحق الكرة السعودية ومنجزاتها.. وإلا ماذا نعتبر استنفار عناصر أحد الملاحق بقضهم وقضيضهم وبكامل طاقاتهم في سبيل تضليل الوسط الرياضي.. تارة بمحاولة مصادرة حقيقة منجز وطني عالمي تحقق عن طريق نادي الهلال السعودي، وأخرى بالتشكيك في ذلك المنجز(؟!!).
* * هل نعتبر ذلك الجهد غير المشكور واجباً وطنياً شريفاً، أم أن الواجب أن نسمي الأشياء بأسمائها فنقول إن تلك (وقاحة) يتوجب قطع دابرها وما شاكلها من ممارسات هدامة(؟!!).
* * ولعل اللوم في ذلك لا يقع على الكوادر التي تدير العمل في تلك الدكاكين بقدر ما هو موجه صوب الجهة المسؤولة لتركها الحبل على الغارب لممارسة ذلك العبث طويلاً.. والذي كان لابد أن يؤدي في النهاية إلى هذا المستوى من الجرأة في محاربة مكتسبات رياضة الوطن.. ولصالح من يا ترى(؟!!).
المعنى:
من أمِن العقوبة .. أساء الأدب.
|