لم يقف الغياب عن المشاركات حائلا دون وصول بريق الأزرق إلى كل الأنظار، إذ بقي هذا الاسطبل في عقل المراقبين نقادا ومتابعين ومدربين، بالرغم من عدم مشاركته بنجومه المعروفين منذ انطلاقة سباقات الموسم، بل إنه ظل يتصدر قائمة الترشيح بما يختزنه من قدرات وما يمتلكه من إمكانات وما يجده من رعاية واهتمام.
بعض المراقبين يرون أن حظوظ الأزرق وشلالاته الهادرة قد تتكسر الليلة أمام الأداء المتوقع من (الماهود) وفضل من الله وكذلك مرمر وموفقة خير، فالخيل لا يتم تقييمها إلا من خلال المشاركات الفعلية في السابقات.
لكن الجانب الآخر من آراء المراقبين يرى أن جاهزية نجوم الأزرق للدفاع عن اللقب هي في أعلى درجاتها، فالسباقات الخاصة التي أجراها الأزرق ضمن استعداداته الأخيرة تؤكد جاهزية نجومه الكاملة للمنازلة، كما أن حضور (طيف) و(مرسال) رفع من احتمالية حسمهما لأولى مواجهات هذا الموسم.
والقريبون من الميدان يعلمون أن مدرب الأزرق ألغى إجازة العيد لطاقمه التشغيلي وخيالته مكتفيا بيوم واحد فقط.. وهو إجراء يؤكد السعي القوي من إدارة الاسطبل ومدربه (الماسي) لتحقيق إنجاز آخر في سجلات هذا الاسطبل المرصع بالنجوم والبطولات في سباق الليلة.
وعلى الرغم من القدرات الفذة لمدرب الأزرق، وعلى الرغم مما يحظى به من تقدير وإعجاب مالك هذا الاسطبل الأمير سلطان بن محمد، إلا أن سموه بدا واثقا من استمرار نجاحات اسطبله حتى وهو يؤكد خبر سفر المدرب بشكل نهائي بعد ستة أشهر.. فسلطان بن محمد لا يتعامل مع النجاح باعتباره متوقفا على أحد بعينه، بل النجاح (صناعة) يتكاتف فيها جهد الجميع، وتتكامل فيها قدرات الجميع، ليكون هذا النجاح وليدا شرعيا لتكامل العمل وانسجام أجزائه المختلفة لتحقيق الطموحات.
نعم.. لقد نجح المدرب جيري بارتون (مع الأزرق) طوال الفترة الماضية، وحقق معه من الإنجازات ما لم يسبق لأحد تحقيقها، لكن الأسلوب الإداري (أبو نايف) كان هو نواة الوقود المشتعل الذي سيظل متفاعلا ومنتجا للطاقة التي تحقق النجاحات في الاسطبل الأزرق.
لقد عرف الأمير سلطان بن محمد المعادلة القائلة بأن الوصول للقمة سهل قياسا بصعوبة المحافظة عليها، ولذلك كان سعيه المستمر هو الحفاظ على هذه القمة.. واليوم وحتى لو غابت النجوم الزرقاء عن أجواء السباقات فإن الأزرق قد يفعلها بمنهج جديد ورؤية جديدة، لأن النجاح أصبح أمرا مؤسسيا، إذ تتخذ أركانه وقواعده بالرؤية الثاقبة والتخطيط الدقيق والعمل الاحترافي الجاد والمثمر.
وكل هذه العناصر أصبحت متوافرة للأزرق بما يجعله (كنزا) لنجاحات مستمرة قادمة، ومواصلة عشقه الدائم في حصده البطولات وصعوده منصات التتويج والذهب والنوماس.
المسار الأخير
والحرار تبين في وقت الهدد
ولا يجيب النايفه كود الولد |
|