* أنا رجل أعمل في (مؤسسة منتجة) طيلة 32 عاماً مررتُ بأزمات نفسية ومادية منذ كان عمري (9 حتى 41 سنة) في سن (38) عُيِّنت في (وظيفة مهمة) وبحكم حالتي النفسية فأنا صريح وعجول، لي زملاء وأصدقاء فاجأهم تعييني في هذا المنصب المهم، فحدث نوع من الوشاية المركَّزة مستغلين صراحتي وعجلتي، ولما كنت أجهل (ما يدور حولي) بقيت على حالتي لم أشعر إلا بنقلي من الرئيس الأعلى إلى (وظيفة دون).. كل هذا دون نقاش أو تحقيق أو مساءلة فانتقلت إلى ذلك العمل (والطاعة واجبة) لم أستقل، ولم أرفض العمل الجديد بل باشرت لحاجتي الضرورية إلى المادة ،ولعدم علمي بما قيل مشافهة أو كتابة.. قدمت 3 شكاوى مرفقة ببعض التقارير لثلاثة من كبار المسئولين في المؤسسة لكن لم أجد جدوى إلا المجاملة الذكية الماهرة، فالكل يسمع لكنه لم يعمل شيئاً، فإذا كان السارق مثلاً يُعلم عنه فتُقطع يده، وشارب الخمر يُجلد بعد العلم به يقيناً.. فلماذا مع قطع اليد للسارق، والجلد لشارب الخمر يُساءُ إليه طيلة حياته.. تجميد في وظيفة، الحجر عليه فيما هو بارز فيه من دقة في العمل وفنياته وحساباته؟
لماذا لا يكون الجزاء - وإن ظنوا سوءاً مني - على قدر التهمة، التهم فقط الموجهة إليَّ، ثم جاء ترك العمل بعد قناعتي بما حصل عليَّ من ظلم صدقوه،
سافرت إلى (مكة) بقصد العمرة وحكيت قصتي لشيخ هندي رأيته وحوله جماعة يقرأ عليهم من كتاب فقال لي بعد فهم لوضعي.
* اصبر.
- لا أستطيع.
* الصبر طيب يا ولدي طيب.
- لكن تعبت ولي حقوق ذهبت.
* قد لا يرون لك حقوقاً.
- نعم هم كذلك لأنهم في دائرة مغلقة.
* والله الصبر طيب.
- لا.. تعبت.
* ماذا تُريد أن تفعل..؟
- أشكوهم إلى الله في بيته العتيق.
* لا تعجل اتصل بهم (بيَّن أمرك).
- فعلت/ وفعلت،
* ثم ماذا..؟
- مجاملات واستقبال لكن.. إلا وضعي الوظيفي/ ووضعي المعنوي/ ووضعي العلمي بعلم الإدارة والحسابات.
* إيه.. يا ولدي.. الصبر طيب.
- لا: وبكيت.. وبكى ثم تركته فلحقني وقال:
* تغدَّ معي.
- لا.. أنا جئت واللهِ ليس للعمرة ، لكن للشكوى بين يدي اللَّه الحكم العدل،
* الشكوى يمكن أن تقوم بها في بلدك فاللَّه جل وعلا حاكم ورب الجميع في السماوات والأرض وما بينهن.
- صحيح يا شيخ.. لكن نيتي هُنا في هذا البيت. وسوف أفعل.
* افعل.. لكن ألِحَّ في الدعاء، واذكر كلَّ واحدٍ باسمه وأنت ساجد خاشع، وأطل السجود وأيقن بالإجابة.
- فعلت ذلك مراراً فوجدت أنساً وسروراً ثم بقيت بمكة عشرين يوماً لا للعمرة لكن نيتي الشكوى إلى الله ثم عدت إلى بلدي مطمئناً وذهبت إلى قريتي وبقيت فيها مدة طويلة على راتب منقطع (المعاش) وهو نسبة ضئيلة مقابل خدمتي الطويلة، لستُ أعلم ما حصل في تلك المؤسسة؛ فقد نسيتها إلا أنني أسمع من المارة بوجود فتنٍ بينهم، وتنوع أمراض، وخلاف بينهم مبطن .
سؤالي/ هل يجوز لي السفر إلى مكة دون أخذ عمرة؟
هل يجوز تسمية من ظلمني بإسمه؟
(ع.ع.س.ن.) (شمال إفريقيا).
ج - الذي يريد مكة وهو من بلد بعيد أو قريب ولم يكن جاءها قريباً فالأحسن له والأجر له أخذ (عمرة)؛ فإن لم يرد هذا فلا عليه إذ لم يأخذ عمرة، فقد صح عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال :( إنَّهُنَّ لأهلهنَّ ولمن مرَّ عليهنَّ ممن أراد الحج أو العمرة) وهذا يشير إلى: المواقيت التي يُحرم منها مريد الحج أو العمرة، فإذا لم يرد المسافر إلى مكة حجاً ولا عمرة فلا حج ولا عمرة حسب علمي إلا الفريضة، وما ورد أن من غاب عن مكة (40 يوماً) ثم أراد مكة فلا بد أن يعتمر فهذا أثر (ضعيف جداً) لا يعمل به.. ووضعك خطير فحالتك وحاجتك إلى اللَّه تعالى أفزعك هذا إلى الله قصداً دون عمرة، وهذا بحد ذاته لجوء ودعاء وإلحاح،
أما تسمية من ظلمك ما بين واشٍ وشامت، وفرح، وفاعل، ومقر، ومتابع، وقاطع عليك الطريق/ فتسمية باسم كل واحد منهم بمفرده في السجود ولو طال السجود، وتسمية الظالم وتسمية أبيه قد ورد في حديث صحيح عند ابن ماجه في السنن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حق من ظُلِمْ أن يقول هذا الدعاء (اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جاراً من:( فلان بن فلان) وحزبه من خلقك أن يفرط عليَّ أحد منهم أو أن يطغى) والتسمية هُنا ضرورية لكن بسر بينك وبين نفسك بكلام خفيف لسرعة الإجابة.
| 
"سين وجيم"