لقد لاقت مشاكل نقل الركاب في المدن الاهتمام الأكبر في معظم الأدبيات الأكاديمية التي تبحث في موضوع النقل، لكن الازدحام والأضرار البيئية التي تسببها حركة الشاحنات كزيادة الضوضاء، لم تحظ بذلك الاهتمام، علماً بأنها تشكِّل ما يقارب 20% من مجموع الأميال المقطوعة للمركبات داخل المدن. ولقد تأثرت بعض المدن بشكل خاص بزيادة عدد مركبات نقل البضائع، إلا أن المشكلة بدأت تتوسع في المناطق الحضرية الأخرى أيضاً. ويقدم أسلوب تسعيرة استخدام الطريق حلاً اقتصادياً أمثلياً من خلال تكليف الشاحنات بدفع ثمن التكاليف التي يفرضونها على المجتمع. وعلى افتراض أن ذلك الإجراء غير مقبول من بعض الناس، فإن هناك عدداً من الأساليب المقترحة بهذا الشأن للتخفيف من مشكلة نقل الركاب. لقد تضمنت برامج تشييد الطرق الحضرية في السنوات الأخيرة بصورة واضحة، بناء الطرق الجانبية والطرق الدائرية ذات المستويات المتعددة، لغرض سحب حركة المرور الكثيفة من شوارع المدينة، وفي الحقيقة، فإن الهدف الأساسي لبرامج الطرق في المدينة، كانت لغرض تشجيع التحسينات البيئية عن طريق تحويل النقل إلى مسافات طويلة، وخاصة الشاحنات، عن أكبر عدد ممكن من القرى والمدن. وللأسف، فإنه ما لم تنفذ الإجراءات المكملة لمنع المركبات الثقيلة من المرور في مراكز المدن والقرى، عليه، فإن الطرق الجانبية تتسم بجاذبية تكفي لتشجيع قادة المركبات على اتباع المسالك والطرق المحيطة بالمدينة. إنّ مرونة الطلب هي، في عدة حالات، تمثِّل بصورة عامة، التكاليف على النقل الحضري بالشاحنات والتي ينبغي أن تزداد، إضافة إلى زيادة عرض التسهيلات البديلة، إذا كان الهدف هو عدم تشجيع الشاحنات على المرور خلال المدن. فالصعوبة التي تصاحب حركة الشاحنات تكمن في أن رحلاتها تنتهي داخل المنطقة الحضرية. وتتلخص المشكلة في إيجاد وضع أمثل لتوزيع البضائع على الشاحنات بطريقة ما بحيث. (أ) تقلِّل من عدد الشاحنات المستخدمة إلى حد ما. (ب) تخفِّض عدد الأميال التي تقطعها الشاحنات. (ج) تشجِّع الرحلات خلال فترات خارج أوقات الذروة إلى المناطق التي من المحتمل أن تسبب لها أقل ضرر بيئي. يقول بتن في كتابه (الاقتصاد الحضري): إن تبني سياسات تسعير مناسبة قد يحقق النتيجة المرغوبة. وبما أن هذا لا يعتبر اقتراحاً مقبولاً في الوقت الحاضر فإن بديلاً عملياً، ولو أنه غير تام، يصبح ضرورياً.
إن هناك عدداً من الإجراءات التي يمكن تصنيفها كحلول شبه مثالية تم اقتراحها لتعمل على تخفيف حجم المشكلة وليس على إلغائها كلية. ويمكن أن تكون السيطرة المباشرة مفيدة في منع المركبات من التحميل والتفريغ خلال ذروة الطلب على الطريق. لكن الاعتراضات على هذا الأسلوب تتركَّز حول مشاكل التنفيذ، وعلى الافتراض الضمني الذي يقضي بأن الطلب طلب الشاحنات على استخدام الطريق خلال هذه الفترات يكون أقل من مستخدمي الطريق الآخرين. بالإضافة إلى أن هذا النوع من الإجراءات كما هو الحال في السيطرة على مواقف السيارات، سيشجع السيارات على الطواف بحثاً عن موقف لها، فتزيد بدورها من الازدحام حتى يتم تفريغها. إن هناك أسلوباً يعتبر أكثر اعتدالاً، نسبياً هو تفكيك الحمولة Bulk Breaking في المخازن الموجودة في ضواحي المناطق الحضرية، حيث يمكن تجزئة الحمولة الداخلة إليها ثم يعاد تحميلها على مركبات أصغر أكثر ملاءمة لظروف المدينة. ولهذا البرنامج مزايا تجعل أسلوب التجهيز يتمتع بعقلانية أكثر من خلال وضع جميع السلع التي تذهب إلى الجهة نفسها، على عدد من الشاحنات الصغيرة الحجم. ولهذه الفكرة مؤيِّدون كثيرون، لكن بتعبير الجدوى الاقتصادية، قد يتساءل المرء عما إذا كانت التكاليف وزيادة الطلب على فترات التجهيز، والطلب على قوة العمل تزيد على المنافع المتحققة من تقليل الازدحام وتحسين البيئة. ختاماً أقول هناك حاجة ماسة لدراسة الموضوع بصيغة تحليل التكاليف والمنافع لكل حالة من حالات تفكيك الحمولة ومن المحتمل في عدة حالات الحصول على عائد من هذه العملية.
|