Friday 26th November,200411747العددالجمعة 14 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

سعادة الدارين سعادة الدارين
صالح بن عبدالله الزرير التميمي (* )

فتاة يبحث عنها الجميع ويسعون من أجل الحصول عليها، وكل في سباق من أجل الوصول إليها، وكم أناس في هذا الوجود حرموا منها ومن لذتها رغم سعيهم وراء الحصول عليها ليلاً ونهاراً ولكن بدون فائدة، لأنها صعبة المنال وعسيرة الحصول، وطريقها شاق وصعب إلى من هدي إليه، أتدرون ما هي هذه الفتاة التي يبحث عنها كل واحدٍ منا؟ إنها السعادة وقرة العين في الدنيا تلك التي حرم منها جِبلٌ كثيرٌ من البشر، ولو وضع استفتاء للجميع في ذلك لكانت الإجابة من الغالبية العظمى إن لم يكن الكل انه ليس سعيداً في حياته، وانه لا يزال يبحث عنها ويطمح ويطمع بالوصول إليها، وهذا هو الواقع وحياة الناس تشهد بذلك، وكم إنسان وإنسانة حرموا منها ومن لذتها؟ فيا ترى ما هو سببب شقاوة وتعاسة الكثير من الناس؟ لماذا حرموا من السعادة، بل لماذا حرموا أنفسهم منها وهي قريبة لمن سعى للحصول عليهابإخلاص؟ إن السبب في ذلك كله فيما يحصل للناس من هم وحزن وحرمان من السعادة هو الابتعاد عن منهج الله الذي رسمه لنا وحث على التمسك به رسوله صلى الله عليه وسلم، كيف لا والله يقول في كتابه العزيز:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى {126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}، وقد يعتقد البعض بأن السعادة تنال بجمع المال الكثير، والحصول على ما لذ وطاب من متطلبات الحياة وكمالياتها، وهذا والله هو التفكير القاصر، وإلا فالسعادة لا تنال إلا بطاعة الله وتقواه، قال الشاعر:


ولست أرى السعادة جمع مالٍ
ولكنّ التقي هو السعيد

نعم من اتقى الله حق التقوى وخاف عذابه ورجا ما أعده الله للمتقين الصادقين هو والله السعيد الذي يعيش في دنياه وبعد مماته قرير العين مطمئن القلب، إذ لا سعادة ولا هناء ولا راحة إلا بذكر الله وطاعته وخشيته في السر والعلن، يقول الحق تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وإذا أدركنا حقيقة ذلك علمنا بأنه لا طريق للسعادة التي نبحث عنها في دنيانا إلا بطاعة رب الأرباب ومسبب الاسباب، غافر الذنب
وقابل التوب شديد العقاب، ومن قام بحق ربه وعمل بما أمره به فسيجد بإذن الله السعادة التي يتضح أثرها على القلب والبدن وعند الاحتضار.
( * ) الرس ص.ب 1200


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved