Friday 26th November,200411747العددالجمعة 14 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

تحت شعار «نحو خطاب إسلامي معاصر» تحت شعار «نحو خطاب إسلامي معاصر»
ملك الأردن يفتتح مؤتمر الوعظ والإرشاد والخطابة الأحد القادم

* عمان - خاص بـ(الجزيرة):
يفتتح بمشيئة الله تعالى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمر (الوعظ والإرشاد والخطابة) تحت شعار (نحو خطاب إسلامي معاصر) يوم الأحد الخامس عشر من شهر شوال الجاري الموافق الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، وتنظمه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، ويستمر ثلاثة أيام.
وصرح معالي الدكتور أحمد هليل وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني أن المؤتمر - الذي يشارك فيه نخبة مميزة ورفيعة المستوى من أصحاب السماحة والمعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية يمثلون أكثر من أربعين دولة، والعلماء، ورؤساء الهيئات والجمعيات والمؤسسات والمجالس الإسلامية في مختلف أنحاء العالم - سيناقش ستة محاور مهمة تُعنى بواقع وتطلعات المسلمين بشأن العديد من المسائل التي تهم الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها الخطاب الإسلامي المعاصر والرفع من مستواه ليحقق غاياته ومهامه السامية المرسومة له.
وأوضح معالي الوزير الأردني أن محاور المؤتمر الستة تشمل الوعظ والإرشاد والخطابة - الواقع والتطلعات، والدعوة إلى الإسلام في ظل العولمة ووسائل الاتصال الحديثة، والوسطية والاعتدال والتسامح (بين الخصائص الكامنة والممارسات الظاهرة)، وأدب الحوار والخطاب في القرآن الكريم والسنة الشريفة ووسائل الإقناع في الخطاب الدعوي، وخطبة الجمعة وأثرها في مجالات التنمية، وتعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل والإنجاز، وأثر الخطباء والوعاظ في حماية المجتمعات.
ونوَّه معالي الدكتور أحمد هليل في حديث خاص ل(الجزيرة) بمشاركة المملكة العربية السعودية بوفد رفيع المستوى برئاسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، واصفاً هذه المشاركة بأنها دعامة قوية لنجاح فعاليات المؤتمر؛ لما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مكانة واهتمام وثقل كبير في المحافل الدولية كافة، وعنايتها الفائقة بكتاب الله تعالى، ونشر دينه القويم وفق ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأشاد معاليه في الوقت ذاته بعمق العلاقات القائمة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية في المجالات كافة، وما يربطهما من أواصر التعاون والترابط فيما بين الشعبين العربيين المسلمين، معرباً معاليه عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رعاها الله - على اهتمامها المتواصل ورعايتها لكل النشاطات الإسلامية التي تخدم الأمة ونصرة قضاياها في شتى أنحاء المعمورة.
وقال معالي الدكتور أحمد هليل: إن المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية دأبت على تنظيم مثل هذه المؤتمرات الإسلامية المهمة التي تُعنى في كل مرة بجانب مهم من جوانب نشر الدعوة الإسلامية وإيضاح صورة الدين الإسلامي الحنيف الناصعة البياض للجميع.
وأكد معاليه أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى ترشيد الخطاب الديني بوجه عام؛ ليكون متلائماً مع ثوابت الأمة وعقيدتها وحضارتها وتراثها ومع توافق موازٍ لمعطيات العصر وظروف الحياة المستجدة، وأن يتم الجمع في الخطاب الديني بين الأصالة والمعاصرة.
وأضاف معالي الوزير الأردني في ذات السياق أن الإسلام دين يحترم الرسالات السماوية، ويؤمن بجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويتناول طرح الأفكار والموضوعات في إطار شمولي متكامل، وقال: إن الإسلام حينما يقيم أخلاقياته لا ينظر إلى لون أو جنس أو عرق، وإنما رسالته عامة شاملة، فإذا كنا نتحدث عن العولمة فأؤكد أن الإسلام هو الدين العالمي الذي يشمل الأرض والزمان والمكان بكل تشريعاته وبكل قيمه، وبالتالي هناك ثوابت لا تتغير، ولا يجوز أن يكون هناك أية محاولة لأي تغيير للمنهج الديني، وهناك قد تتغير الأساليب، ومنهج الحوار في الإسلام قائم، فالإسلام يقيم حواراً مع الحضارات ولا يؤمن بصدامها؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
وأهاب معالي الدكتور أحمد هليل بالمسؤولين والقائمين على الشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية أهمية نشر الفكر الواعي والفكر المستنير، وأن ينشروا مفهوم الوسطية وحسن التعامل، وأن يحذروا من مظاهر الإرهاب أو مظاهر التدمير والقتل والاعتداء على الآمنين، مؤكداً - في الشأن ذاته - أهمية دعم هذه الوزارة والمؤسسات الإسلامية مادياً ومعنوياً، وإتاحة الفرصة للحكماء ولعلماء منهج الوسطية أن يكون لهم دورهم الرائد والقائد والمتميز في وسائل الإعلام المختلفة من مرئية ومقروءة ومسموعة.
وأثنى معالي الوزير الأردني على الجهود التي يقوم بها المسؤولون في وزارات الشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي لتقوية أواصر التعاون والتنسيق بين وزاراتهم في السياسات والخطط والبرامج وبالدعوة الإسلامية القائمة على الكتاب والسنة وما عليه نهج السلف الصالح والعناية بالوقف الإسلامي وسبل تنميته واستثماره وتولي جل اهتمامها بكل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة.
وطالب معاليه بوضع خطة طويلة المدى لتوعية وتثقيف شامل متكامل بحيث يمكن من خلال بيوت الله تعالى، ووسائل الإعلام المختلفة: الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والبرامج، والبيت، والأسرة، والعلماء، والدعاء، الإسهام في أن يكون هناك حملة شاملة متكاملة للتوعية الراشدة للأجيال والناشئة والشباب حتى يمكن إنقاذهم من براثن التطرف أو الإساءة لصورة الإسلام الحقيقية، مبيناً معاليه أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والمنهج لا يواجه إلا بالمنهج، وأنه لا بدَّ من طرح الفكر السليم وتبيان بطلان الفكر الآخر المنحرف، ومن ثَمَّ تنجلي حقيقة الدين الإسلامي الحنيف في صورته الناصعة البياض.
وأعاد معالي الدكتور أحمد هليل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأردني التأكيد على أهمية تكاتف الجهود جميعها لتكوين خطة متكاملة لدى الدول الإسلامية؛ لتوحيد البرامج والمناهج لتوضيح صورة الإسلام السمحة، سائلاً المولى عزوجل أن يكلل الجهود بإنجاح هذا المؤتمر؛ ليحقق أهدافه وغاياته المرسومة له.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved