Friday 26th November,200411747العددالجمعة 14 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
المعلمة والاحتساب
أمل الشثري

إن من المعلوم أن الله قد أمر النساء بما أمر به الرجال من الدعوة إليه، فقد قال عزّ من قائل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} والخطاب يشمل الجميع وبما أن المعلمة حاملة مشعل العلم قد امتنّ الله عليها بأن جعلها معلمة لبنات المسلمين، يأتين إليها كل يوم.. يقضين معها الساعات الطوال، كؤوس مفرغة تنتظر من يملأها، فيجب عليها أن تقدر هذه النعمة وتستغلها بما أمرها الله به، فتربي الناشئة على الخير. وإن من أجل ما تربيهن عليه جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه مهمة الرسل ومن اتبعوهم بإحسان، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ولا يمكن للمعلمة أن ترسخ جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طالباتها حتى تكون قدوة في ذاتها، فلا تجعل فعلها مخالفاً لقولها فتأمرهم بما لا تأتيه وتنهاهم وهي تأتيه، قال تعالى على لسان نبيه شعيب: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}.
وإن لخلاف ذلك آثاراً سلبية على الطالبات كثيرة منها: انتشار الظواهر السلوكية المنافية للشرع بين الطالبات من قصات الشعر المحرمة والتشبه بأهل الكفر ورفع الأصوات بالأغاني والكلمات البذيئة والتهاون بالحجاب وغيره، وقد لا يشعرن بكونها محرمة لعدم وجود من تنكرها حتى يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
- غياب القدرات من الطالبات، حيث إن الطالبة إذا قامت بمهمة الدعوة إلى الله جعلت من نفسها رقيبة على نفسها في قولها وفعلها وحركاتها وسكناتها.
- الأدهى من ذلك أن هذه الطالبة هي مربية الأجيال فيما بعد، فإذا لم ترب على هذا الخير فماذا يرجى منها أن تربي غيرها عليه؟ والله عزّ وجلّ قد جعل الخيرية في هذه الأمة منوطة بقيامهم بهذه الشعيرة فإذا ضيّعوها زالت عنهم الخيرية..كما يكمن دور المعلمة في ترسيخ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمور:
- إنكار الظواهر السلوكية المخالفة للشرع منذ بدء ظهورها في المدرسة قبل أن تتفشى بين الطالبات ويقلد بعضهن بعضاً، فتألفها الطالبات فلا يتمعر الوجه لرؤيتها ويصبح المنكر معروفاً، فيصعب بذلك إنكارها.
- تفعيل دور المصلى في المدرسة وذلك من خلال إلقاء المحاضرات التي تبيّن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه من أجل ما يتقرب به إلى الله مع بيان أساليب الدعوة الفردية والجماعية وعرض نماذج من الداعيات في عهد النبوة وحتى في وقتنا الحاضر.
- تخصيص مجموعة من الطالبات يقمن بدور الحسبة عند أبواب المدرسة الخارجية وذلك من الداخل لمتابعة حجاب الطالبات أثناء دخول وخروج الطالبات وإسداء النصيحة لهن.
- استشفاف مواهب الطالبات الكتابية والإلقائية ومن ثم تنميتها واستغلالها في الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال إعداد المطويات الدعوية وإلقاء المحاضرات والندوات.
- حثّ الطالبات على استغلال الإذاعة الصباحية في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر وحتى تتدرج الطالبة وتقوى على المواجهة من إلقاء كلمة بسيطة في الإذاعة إلى إلقاء محاضرة عامة.
- مناقشة الطالبات في رصد الظواهر السلوكية السيئة في المدرسة حتى تميز الطالبة بين ما هو معروف وما هو منكر يجب إنكاره ومن ثم بحث طرق معالجتها وذلك من خلال استبيانات توزع عليهن أو إقامة حوار معهن، ثم طلب تفعيل طرق المعالجة.
- تشجيع الطالبات اللاتي يقمن بدور الاحتساب داخل المدرسة مع تذكيرهن بأهمية إخلاص العمل لوجه الله وابتغاء الأجر من الله.

مكتب التوجيه التربوي في شمال الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved