تزايد الضغوط الغربية للتحقيق في نتائج الانتخابات
أوكرانيا تواجه أزمتها الداخلية ومخاوف بشأن علاقاتها مع أوروبا الساعية لدمقرطتها

  * كييف - د ب أ:
تفاقمت الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات في أوكرانيا إحدى الجمهوريات السوفييتية السابقة مع تلميحات بعنف محتمل وسط معارك دبلوماسية مشوبة بتوتر بشأن المسار المستقبلي للبلاد داخل أوروبا.. كما تحوَّلت تلك الاضطرابات مساء الأربعاء إلى ما يشبه الأزمة الوطنية بعدما دعا زعيم المعارضة لإضراب شامل احتجاجاً على مزاعم بوقوع عمليات تزوير واسعة في انتخابات الإعادة التي حالت بينه وبين مقعد الرئاسة.
وجاءت دعوة الزعيم المعارض فيكتور يوشينكو المرشح الموالي للغرب والذي كان يشغل في السابق منصب رئيس البنك الوطني بالإضراب العام أمام حشد بلغ 200 ألف من أنصاره لم يبرحوا أماكنهم في شوا رع العاصمة كييف رغم البرد القارص والجليد.وكانت اللجنة المركزية للانتخابات في أوكرانيا أعلنت يوم الأربعاء فوز رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل التي أُجريت يوم الأحد الماضي.وحصل يانوكوفيتش على 49.46 في المئة من مقابل 46.61 في المئة لمنافسه يوشينكو بعد فرز جميع الأصوات.
وتتعرض أوكرانيا البالغ عدد سكانها نحو 48 مليون نسمة 22 في المئة من بينهم من أصول روسية لضغوط دولية متزايدة من الاتحاد الأوروبي وجيران أوكرانيا من الدول وشيكة الانضمام للغرب، لإجراء تحقيقات جدية في الاتهامات المتعلقة بالتلاعب في الانتخابات.
ويتوق الاتحاد الأوروبي لسحب أوكرانيا بعدد سكانها الكبير وثرواتها الطبيعية الوفيرة وإمكانياتها الصناعية إلى عالم الديمقراطية.. وحذَّر الاتحاد في بروكسل من أنه سيعلق العلاقات إذا لم تخضع نتائج الانتخابات المثيرة للجدل لمراجعة دولية.
وتعمل أوكرانيا حالياً في إطار علاقة خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين في إطار سياسة جديدة للاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقات مع جيرانه عقب توسعه في تموز - مايو الماضي، لكن ذلك يمكن أن يصبح عرضة لمخاطر إذا لم يجر تحقيق بشأن نتائج الانتخابات وجاءت تلك التحذيرات على لسان رئيس المفوضية الأوروبية الجديد خوسيه مانويل باروسو.
ومن بين الدول التي تراقب عن كثب التطورات على حدودها الشرقية بولندا إحدى الدول التي انضمت في الآونة الأخيرة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وأرسل الرئيس البولندي الكسندر كوازنيفسكي وفداً دبلوماسياً على مستوى عالٍ للعاصمة الأوكرانية يوم الأربعاء.. فقد توجه ليخ فاليسا زعيم ثورة التضامن في الثمانينيات من القرن الماضي السلمية ضد الشيوعية إلى كييف أمس الخميس بدعوة من زعيم المعارضة يوشينكو.
ويتهم مراقبون دوليون مستقلون ومؤيدو المرشح الإصلاحي يوشينكو بالإشراف على تلاعب بعملية التصويت يوم الأحد الماضي وخاصة في منطقة مسقط رأسه في شرقي أوكرانيا.ويزعم كل من الرجلين الفوز بالانتخابات لكن النتائج الرسمية أعلنت يوم الأربعاء فوز يانكوفيتش.وكان البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي وحكومات عدد من الدول أعربوا في بيانات عن (القلق العميق) إزاء أزمة الانتخابات الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكية كولن باول في بيان له عقب الإعلان عن فوز يانوكوفيتش: (لا يمكننا اعتبار هذه النتيجة مشروعة).
وأشار باول إلى أنه تشاور في وقت سابق مع كوتشما مطالباً بالتحقيق في عملية التصويت.وكان الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أعلن أن موقفه سيبقى محايداً تجاه نتائج الانتخابات في أوكرانيا.ومن جهة أخرى احتفل ما يقرب من ألفي شخص مؤيدين ليانوكوفيتش أمام مقر اللجنة المركزية للانتخابات بفوزه.ووصف يوشينكو قرار اللجنة بأنه (قرار إجرامي آخر) وأعلن إضراباً سياسياً شاملاً في مختلف أنحاء البلاد ولا سيما الأقاليم التي تعارض قرار اللجنة المركزية للانتخابات.