* رام الله - بلال أبو دقة:
يبدو أن دعوات القيادة الفلسطينية الموجهة لإسرائيل بالتهدئة لضمان سير ونجاح الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها قريبا تجد آذاناً صماء من قِبل الإسرائيليين، فقد اغتالت وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي وبدمٍ بارد مساء يوم الأحد (21 -11-2004) ثلاثة عناصر من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح في بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله، فيما ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن جندياً إسرائيلياً أُصيب بجروحٍ خلال العملية الجبانة.
و ذكر مواطنون يقطنون بالقرب من مكان جريمة الاغتيال أن أفرادا من القوات الخاصة الإسرائيلية تنكروا بملابس مدنية فلسطينية؛ كانوا يستقلّون عدة سيارات كمَنوا بالقرب من مفرق عين عريك غرب بلدة بيتونيا لسيارة فلسطينية من طراز BMW، كان يستقلها ثلاثة من كوادر كتائب شهداء الأقصى وأطلقوا النار عليهم بصورة كثيفة؛ مما أدّى إلى استشهاد الثلاثة.
وقد أُبلغت الجزيرة، بأسماء الشهداء الثلاثة، وهم: ناصر سعيد بكر جوابرة، من سكان عصيرة الشمالية بمدينة نابلس، محمد غسان اللفتاوي، من سكان مدينة البيرة، وسلام يعقوب من سكان عين عريك.
هذا وتحدثت مصادر فلسطينية عن اعتقال ناشط رابع من كتائب الأقصى.
وقالت مصادر فلسطينية: إن الشهداء الثلاثة كانوا بداخل المقاطعة وأنهم غادروها قبل ساعة من جريمة الاغتيال.. هذا ومنذ فترة طويلة تطارد سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد محمد غسان الشيخ، وهو الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى.. وهو نجل شقيق محافظ رام الله.
وفي تعقيبها على جريمة الاغتيال قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: قتلت قوة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي مساء يوم (الأحد)، أربعة فلسطينيين من نشطاء حركة (فتح) في بيتونيا وأن أحد القتلى الفلسطينيين هو محمد غسان، ناشط كبير في كتائب شهداء الأقصى الذي كان يمكث في مبنى المقاطعة منذ عدة أشهر، حيث كان الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات محاصرا هناك.
وأضافت المصادر العسكرية الإسرائيلية: أن محمد غسان كان مع اثنين آخرين وأطلقوا النار باتجاه الجنود الإسرائيليين، مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح طفيفة في رجله.
وهذا هو اليوم الثاني الذي تقوم فيه قوات الاحتلال بالتوغل والاغتيال، حيث قامت يوم السبت (20-11-2004)، بالتوغل في مدينة نابلس واقتراف جريمة بشعة راح ضحيتها مساء يوم السبت (20-11-2004) فتيان فلسطينيان، في مدينة نابلس بالضفة الغربية حيث قامت قوات الإرهاب الإسرائيلي بإزهاق روحي الفتيين، منتصر حداد (14 عاماً)، وعامر بنات (15 عاماً)، كما أصيب برصاص الاحتلال الفتى، محمد صالح ريحان (17 عاماً) ووصفت جراحه بأنها خطيرة حيث أصيب بعيار ناري في الصدر.
وفي نفس الوقت استأنفت حكومة إسرائيل مصادرة الأراضي الفلسطينية في التلة الفرنسية في مدينة القدس المحتلة، وفي قرية بيت أولا في مدينة الخليل، ما أدى إلى إصابة عشرين فلسطينياً أثناء تصديهم لقوات الاحتلال، وقد اقتلعت قوات الاحتلال مئات الأشجار ودمرت الممتلكات الفلسطينية.
هذا وأعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية متطابقة، مساء يوم الأحد (21-11 - 2004) أنه تم التعرف على الشهيد الذي قضى مساء السبت، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة (نيتساريم) جنوب مدينة غزة.
وأضافت المصادر أن الشهيد هو رياض حسن عبد الفتاح طموس (52 عاماً) من سكان حي النصر في مدينة غزة، وهو يعاني من مرض نفسي.. هذا وأعلنت (سرايا القدس)، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي و(كتائب الشهيد أبو علي مصطفى) الجناح العسكري للجبهة الشعبية، مسئوليتهما المشتركة عن العملية الفدائية التي وقعت على طريق مستوطنة (كسوفيم اليهودية) شمال مدينة خان يونس وسط قطاع غزة التي نفذها مقاومون فلسطينيون.
وقد أُبلغت (الجزيرة) بأن أحد الفدائيين الفلسطينيين قد استشهد خلال العملية، وهو الشهيد، خليل محمد شحادة، من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهو ناشط في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية بتحرير فلسطين.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني حيث تعمل آلة الحرب الإسرائيلية بروح الدموية العنصرية، وما يعقبه من عمليات رد للمقاومة الفلسطينية أكد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) أن السلطة الفلسطينية مستعدة لمناقشة موضوع (وقف التحريض)، إذ إن ذلك أمر تحتمه (خارطة الطريق)؛ لكن أبو مازن أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة أن يكون ذلك متبادلاً ولا يتطرق إلى طرف واحد فقط.
وجاءت أقوال عباس التي أدلى بها في مؤتمر صحافي في غزة تعقيبًا على الشروط التي وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون في كلمة ألقاها أمام ناشطين في حزب (الليكود)، يوم الخميس (18-11-2004)، وقال فيها: إنه سيكتفي بداية بقيام القيادة الفلسطينية الجديدة بوقف ما وصفه بال(التحريض المسموم) عبر وسائل الإعلام الفلسطينية وفي المدارس حتى قبل تفكيك التنظيمات الفلسطينية ونزع أسلحتها وهو مطلب طالما وضعه شارون على رأس مطالبه من الفلسطينيين؛ إلا أنه يُطلق العنان لجيشه، ليواصل سياسة الاغتيالات والقتل بدم بارد.
|