* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكدت إسرائيل مجددا، مساء الأربعاء نهجها العدواني ورفضها لليد السورية الممدودة للسلام، التي عبَّر عنها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، تيري رود لارسن، يوم الأربعاء - ذاته - إثر اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، وقوله: إن الرئيس الأسد مستعد لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل دون شروط، وكعادتها تعاملت إسرائيل بتشكك مع الدعوة السورية، ووجدتها مناسبة لتكرار مزاعمها الممجوجة وهجومهاعلى سوريا وقيادتها.
وتحمل تل أبيب على دمشق بسبب سماح الأخيرة للتنظيمات الفلسطينية بإدارة مكاتب لها على الأراضي السورية، كما تتهم إسرائيل سوريا بتسهيل تحويل الأموال والأوامر لتنفيذ عمليات فدائية تستهدف كيان دولة الاحتلال، واشترطت إسرائيل الرد على المبادرة السورية بقيام سوريا بطرد من تعتبرها إسرائيل تنظيمات (إرهابية) من سوريا، وكان وزير خارجية إسرائيل، سيلفان شالوم، قد رد بالطريقة ذاتها، صباح الأربعاء، عندما سئل عن استئناف المفاوضات مع سوريا.. قال الوزير الليكودي، شالوم، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني، جاك سترو، في مدينة القدس المحتلة: إن على المجتمع الدولي أن ينتهج سياسة أكثر صرامة مع كل من سوريا وإيران وحزب الله.
مضيفا: إن على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده المبذولة ضد التطرف في المنطقة وخصوصًا ضد حزب الله والسياسة الخطرة التي تتبعها كل من إيران وسوريا ،وكان المبعوث الأممي، تيري رود لارسن، قد قال بعد اجتماعه بالأسد في دمشق يوم الأربعاء: أكد لي الرئيس الأسد (اليوم) أن يده ممدودة للنظراء الإسرائيليين وانه مستعد للجلوس إلى الطاولة دون شروط.
إنني أبعث فقط بالرسالة الأساسية التي تلقيتها من الرئيس الأسد إلى إسرائيل، وأضاف: انه موقف رئيس سوريا منذ أمد طويل وتم تأكيده لي اليوم.
وكانت سوريا أصرت على ضرورة أن تأخذ المحادثات في الاعتبار نتيجة المفاوضات التي انهارت عام 2000م.
وقال الرئيس بشار الأسد في تصريحات متواترة: بالنسبة لنا في سوريا لا يهمنا مَن في إسرائيل ولا نراهن على استعادة أرضنا المحتلة من خلال تغييرات في الداخل الإسرائيلي، وهدفنا التوصل إلى سلام واضح وفق مبادئ مؤتمر مدريد وما تم إنجازه، لذلك نحن متجاوبون تجاه كل ما يؤدي إلى هذه النتيجة..هذا وردَّت مصادر إسرائيلية على أقوال لارسن بقولها: لا جديد في تصريحات الأسد(إسرائيل تمد يد السلام لأي أحد).
وإذا كانت سوريا جادة في نواياها، فعليها التوقف عن الدعم الفعال للمنظمات (الإرهابية الفلسطينية)، خاصة دعمها للمبادرة المشتركة لها ولإيران - حزب الله، التي بدأت تحل محل عرفات في تشجيع العمليات.
وأضافت المصادر: إن إسرائيل والإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش تتوقعان خطوات ملموسة من قبل سوريا قبل أن تكون المفاوضات ممكنة، الأسد يطلق كل صباح تصريحات حول السلام، لكنه لا يفعل شيئاً.إذا اتخذ خطوات ضد (الإرهاب)، بموجب المطالب الإسرائيلية، فهناك ما يمكن الحديث عنه ؛ لكن إذا واصل تزويد أرض فعالة وحدود مفتوحة ل(الإرهاب)، فلا يبدو أن نواياه جديدة ؛ سوريا تمارس مناورة دعائية، بسبب الضغوطات الأمريكية.
وتقول المصادر الإسرائيلية: لقد بقيت سوريا جزءًا من محور الشر، هل تمكن الرئيس السوري من كبح منظمة حزب الله على الحدود، وهل قطع علاقته بطهران.. بالمقابل، قال، د. يوسي بيلين، وزير القضاء الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب (ياحد الإسرائيلي اليساري): إذا رفض رئيس الحكومة، أريئيل شارون، المفاوضات مع سوريا، سيحتم عليه أن يأخذ على عاتقه مسؤولية أكبر من قياساته، مضيفا: إنه من غير المسموح لشارون عدم قبول استعداد الأسد لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
الجزيرة تعرض تسجيلا لتصريحات بشار الأسد:
أسباب الانتقادات الأمريكية لسوريا غير واقعية
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، أكد في تصريحات للصحفيين في فترة سابقة: أن أسباب الانتقادات التي يوجهها وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، (المستقيل) للقيادة السورية، قد تكون مشكلة شخصية للوزير باول مع جناح الصقور في إدارة بوش.
مضيفا: يقول باول إن الرئيس السوري وعد ولم يف حول أنابيب النفط العراقي، وهو يعني بذلك ما حدث عندما زارنا قبل نحو عامين.
والذي حدث أن الوزير باول ناقش معنا قضية استئناف ضخ النفط العراقي عبر سوريا، وطلب منا أن نُخضع ضخ النفط العراقي لرقابة الأمم المتحدة، في إطار مراقبة المنظمة الدولية للصادرات أجبناه بالموافقة وطلبنا أسعاراً تفضيلية ووافق على ذلك على أن يعود بالرد، لكنه لم يرد علينا كما وعد.
وتابع الأسد يقول: كانت المناسبة الثانية عندما طلب منا الأمريكيون إبعاد الشخصيات الفلسطينية (الجهاد الإسلامي وحماس)، فأجبناهم بلا، وأوضحنا أن هؤلاء لم يخالفوا النظام والقوانين لدينا ولم يرتكبوا من جانبهم ما يبرر ذلك، وأن اتفاقنا معهم على أن مكاتبهم هي مكاتب إعلامية، ولا يقومون بما يتنافى مع ذلك.. لقد قال لي باول، وهو معروف بأنه يمثل الجناح المعتدل في الإدارة الأمريكية: أعرف أنهم يقومون بعمل إعلامي، ثم جاء إغلاق المكاتب كمبادرة من التنظيمات الفلسطينية نفسها التي عرضت ذلك لأنها رأت الضغوط على سوريا، فكانت المبادرة مبادرتها، لكن بعد أن ذهب الوزير باول، تعرض لهجوم داخل الساحة الأمريكية، وقالوا له: أنت ذهبت ثلاث مرات إلى سوريا ولم تعد بشيء، وباول لم يقل لهم ما قاله لنا من أنه يعرف إنها مكاتب إعلامية.
|