كلمات لأخ لايسمعها

أي يوم وأي تاريخ غير العالم زلزل الكون إنه يوم فعل بي أشد ما فعله تاريخ 11 سبتمبر بساسات العالم ودولها، ما أمر وأصعب أن تفقد الأب والأخ والصديق والابن في نفس الوقت بل أن تفقد روحك وأنت حي، وترى نفسك أمامك ممدده لاحراك لها وأن تودع جسدك تحت التراب وأنت جالس بين الناس كيف ذلك؟! عندما فقدت أخي الغالي فقدت روحي ودفنت جسدي وفقدت الأب والأخ والصديق والابن، عندما أخبرت بنبأ وفاتك استيقنت أن من وقع الكلام ماهو أشد من رمي الرصاص وتقطيع السكاكين أصبت بالذهول وتجمدت في مكاني وكأني في كابوس مخيف أريد أن أفيق منه حتى ولو بضرب السياط المهم أن يكون حلماً ولكن هيهات، أخذت أصرخ باسمك في زوايا البيت كلها لعلك ترد على صداي ولكن دون فائدة آه يا أخي كم تمنيت أن أراك تلبس العباءة الرجالية (المشلح) في ليلة زفافك وهاأنت تلبسها في كفنك أسال الله أن تزف عريساً لحور العين في جنات عند رب رحيم، أخي أخذت أفكر في يوم أخطأت علي فيه حتى أجد ولو عذراً بسيطاً يكفف من دموعي فلم أجد إلا ابتسامة من شفتين ورديتين زادت من وجدى عليك. أتذكر مزاحك وحركاتك أقلب عيني في زوايا منزلنا فأراك في كل زاوية هنا جلست وهنا أكلت وهناك ضحكت فيعتصر قلبي حزنا.
أخي وحبيبي يامن بكى عليك الصغير قبل الكبير والبعيد والقريب كم تمنيت أنك بكيت علي ولم أبكك فالحزن عليك لايطاق فبعدك لم يعد هناك من أفتقده من الناس ولكن عزائي فيك هو أنك عند رب رحيم بعباده.
جاورت أعدائي وجاور ربهُ
شتان بين جواره وجواري
وإن لك أحباباً من كل مكان يدعون لك ويذكرونك بالخير والناس شهداء الله في أرضه، وإنك صالح إن شاء الله على اسمك وما أجمل الأسماء عندما توافق الأفعال، فأدعو الله لك بالرحمة الواسعة ولي ولأهلي ولأحبابك وأصدقائك بالصبر والسلوان ولا أقول إلا كما قال نبي الله يعقوب في مصابه قال تعالى:
{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.