عيني الحبيبة ما لدمعي يهطلُ؟!
كُفِّي، فقلبي بالمحبة يرفلُ
وتجلَّدي لا تفضحي رجل الهوى
إن البكاء سبيلُ مَن لا يعقلُ
وتصبَّري يا عينُ من داء النَّوى
وتماسكي فالحبُّ دائي الأولُ
وإذا أتى لكِ طيفُ مَن أحبَبْتُهم
فلتَحْبِسِي دمعي فدمعي يقتلُ
فلقد غرقتُ ببحر دمعي مرَّة
وقطعتِ وعداً أنه لا ينزلُ
والآن أرقبه بدا متجهماً
كدماء قلبي، واستفاق العُذَّلُ
يوحي إليَّ بقوله: لا ليس لي
أبداً مقرٌّ في عيون تجهلُ
أتريد أن أبقى بعينكَ عندما
برز الحبيب ووجهه يتهلَّلُ؟
أَوَمَا علمتَ بأنني لا أرتضِي
بُعْدَ الحبيب؟! وإنْ نَأَى فسأرحلُ
أَوَمَا علمتَ بأن قلبكَ هام في
حبِّ التي من غنجها تتدلَّلُ؟
والحبُّ يهوي للفؤاد مجرِّحاً
والقلب للدمع المصوَّب يرسلُ
وإذا أردتَ فكاكَ نفسكَ يا فتى
أغلقْ فؤادكَ عن حبيب ينزلُ
فردَدْتُ: لا أبغي فكاكاً من هوًى
سأظلُّ من عذب المحبة أنهلُ
وسأحفر القلب الذي صاغ الهوى
بسهام فاتنتي التي لا تبخلُ
فالصبر مُنْجٍ والحبيب مسامحٌ
وأراه - إن طال الغياب - سيُقْبِلُ