Friday 26th November,200411747العددالجمعة 14 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

شكراً لحمام العقبة!! شكراً لحمام العقبة!!
فهد الحوشاني

الحمام الأردني يأكل في العقبة ويفرغ ما في أمعائه من فضلات فوق (ايلات) ورؤوس سكانها وسياحها ومنازلها، هذا موضوع شكوى إسرائيل التي تقدمت بها إلى الحكومة الأردنية! ولقد تسبب الحمام في شكوى إسرائيل وهي دولة كما هو معروف دائمة الشكوى من العرب في وسائل (إعلامها الأمريكية)! وتحظى شكاويها باهتمام أمريكي تقوم له الدنيا ولا تقعد، تبدأ في وسائل الإعلام ولا تنتهي الا بقرارات (الكونجرس) الذي لا يتوانى عن تهديد ووعيد وفرض العقوبات على كل من يتعرض لهذه المدللة.. وخوفاً من أن يتطور الموضوع إلى ما لا تحمد عقباه حيث قد يصنفه الكونغرس إلى أنه مواقف عدائية ضد السامية وهذه أخطر تهمه يمكن أن توجه لشخص أو دولة في هذا العالم الحر الديموقراطي! أو انه نوع من الإرهاب وهذه أدهى وأمر ولا تقل عن سابقتها! خوفاً من ذلك كان من المفترض ان تهب الجامعة العربية بما لها من جهود مشهودة بفض الاشتباكات للعمل على إيقاف الحمام عند حده بل وسجنه في اقفاص أو بناء سور عازل يمنع الحمام من التحليق في الأجواء الإسرائيلية، فنحن لا تنقصنا مشاكل مع أمريكا!! أقصد مع إسرائيل ولا نريد أن تتسبب فضلات الحمام بتخريب ما بين العرب وإسرائيل من معاهدات سلام كفت يد العدوان الإسرائيلي في مكان وأطلقته في مكان آخر!
ومع ذلك فلا أخفيكم سراً انه انتابني شعور بالفرح الغامر لما أسفر عنه مجهود الحمام واعتبرت انه نوع من رد الاعتبار فلأول مرة تأتي من قبلنا مبادرة ترد على ما تقوم به إسرائيل ورغم انه لا يعتبر رداً عسكرياً إلا انه في النهاية أدى إلى الشكوى والتذمر وهذا ما أشعرني بالراحة لاننا ومن خلال الحمام وفضلاته سببنا الأذى للإسرائيليين! صحيح ان الأذى الذي نتلقاه يومياً ونشاهده عبر القنوات الفضائية لا يمكن تحمله حيث نشاهد اخواننا في فلسطين يقتلون ويقصفون بالصواريخ وتهدم بيوتهم على رؤوسهم! ولعل ذلك هو الدافع الرئيسي للحمام الذي يبدو انه لم يعجبه الصمت العربي فبادر من تلقاء نفسه وأخذ يرميهم رمياً عشوائياً بما في امعائه،وعلينا ان ننتبه ان سلاح الحمام يبقى حقاً عربياً ويجب تسجيله باسمنا خاصة وانه لا يعتبر محظوراً فليس من أسلحة الدمار الشامل المحرمة على العرب امتلاكها!!
وما دمنا عرفنا ما يؤذي الإسرائيليين فيجب ان نطو هذا السلاح ونربي المزيد من الحمام والغربان والنسور لعلها تقوم بالواجب نيابة عنا! ومن جانبي ودعماً لما يقوم به حمام العقبة من مجهود مشكور فإنني أفكر في إرسال شحنة من أكياس الشعير رغم ارتفاع سعره هذه الأيام إلى كل الحمام المشارك في تلك الطلعات الموفقة مكافأة له على ما يفعل ودعماً له لكي يضاعف إنتاجه! متمنياً عليه ان يتوجه إلى جنود يقتلون الأطفال والنساء في غزة وما جاورها ليلقي بفضلاته على رؤوس القتلة هناك فهذا أقصى ما أستطيع فعله وذلك أضعف الإيمان!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved