ساوم أعرابي حنيناً الإسكافي في مدينة الحيرة على خفين، وطال الجدل بينهما، ولم يتمكن الأعرابي مع ذلك من شرائهما، وذاك ما غاظ حنيناً، فقرر الانتقام من الأعرابي، فسار في الطريق التي كان من الثابت أن الأعرابي سيسير عليها، فعلق أحد الخفين بشجرة ومشى مسافة فألقى الخف الآخر في الطريق واختبأ في موضع، ومرَّ الأعرابي فرأى أحد الخفين فقال: ما أشبهه بخف حنين، ولو كان معه الآخر لأخذته. وتقدم فرأى الثاني مطروحاً فأسف لتركه الأول. فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الأول، فسار حنين براحلته. وعاد الأعرابي إلى الحي وليس معه إلا الخفان، فأصبحت قصته مثلاً سائراً، فقالوا: رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ.
|