تعقيباً على ما نشر في عزيزتي الجزيرة في يوم السبت 8 شوال 1425هـ حول ما كتبه محمد إبراهيم فايع عن (نصاب المعلمين من الحصص) ، أحببت أن أوضح بعض ما خالف الحقيقة أو كان بعيداً عنها بحكم قربي من وزارة التربية والتعليم فأقول :
أولاً : بيّن الكاتب أن ما يشغل المعلمين هو النصاب بقوله (لا يوجد موضوع شغل بال المعلمين .. جعلوه مادة لحواراتهم .. مع كل مسؤول في التربية والتعليم) ، أقول :
أ - كيف يعمم الخطاب لجميع المعلمين؟ مع أني لا أنكر وجود ذلك ولكنه بحمد الله نادر.
ب - لنفترض أن بعض المعلمين أثاروا مسألة النصاب فهل استجابت لهم الوزارة على مدار السنين الماضية؟ فالعبرة بالقرارات الصادرة وليس بالتصريح من هنا وهناك فلا بد من مراعاة الفرق.
ج - كيف يشغل بال المعلمين ما هم موكلون به ، إذ ان النصاب من الحصص هو عمل المعلم الأساسي وباقي الأمور من الإدارة والوكالة والإرشاد والإشراف يقوم بها غير المعلمين من الإداريين ، فكيف يتهرب المعلم مما كلف به؟ ولكن لا عيب في أن المعلم يبحث عن الإنتاجية والتحصيل عن طريق تخفيض النصاب الى الحد المعقول.
ثانياً : ذكر الكاتب أن (نصاب المعلمين القدامى يدرسون ما بين 28-30 حصة أسبوعياً؟ ولم يكن هذا يشغل فكرهم ، وأقول :
أ - كون النصاب من 28-30 قديماً ، هذا لقلة المعلمين في ذلك الوقت مما يتطلب زيادة النصاب قدر الإمكان ، إضافة إلى كون التعليم في بداياته النظامية. ثم لا أدري هل الكاتب من ذلك الجيل أم لا؟
فإذا لم يكن منه فكيف يكتب عن شيء لا يعرف ما يدور حول ذاك الزمن وما عاصره من ظروف وتحديات وأسباب أدت إلى زيادة النصاب كما يقول من (28-30).
ب - كون المعلمين السابقين لا يشغل بالهم هذا النصاب هذا لعدة أسباب أهمها : الفارق بين الطلاب قديماً وحالياً ، حيث كان الجيل السابق على الفطرة لا يعرف شيئاً سوى بيته ومسجده ومدرسته وهذه هي التربية الصالحة.
لم يكن ذلك الجيل يعرف السهر على القنوات الفضائية ولم يكن ذلك الجيل من الأبناء سيئ الأخلاق مع والديه ومجتمعه ومعلميه ، ولم يلحق في ركب العولمة ، بل كان الطالب قديماً هو رجل البيت منذ التحاقه بالمدرسة ، فهو خليفة والده عند غيابه ، وهو الفلاح في البستان ، وهو الرجل في المجالس والتجمعات ، فكيف تطالب يا أخي العزيز بان يحترم هذا الجيل الحديث مدرسيه في ظل هذه المتغيرات.
ثالثاً : (ذكر الكاتب أن الوزارة أجرت دراسة حول نصاب المعلمين في البلاد العربية ، فوجدت انه في المرحلة الابتدائية بين (22-30) حصة كما في دول الخليج) وأقول : ليت الكاتب أرشدنا إلى مصدر اقتباس هذه المعلومة ومرجعها ، حيث لم يذكر كتاباً أو تصريحاً نصياً لأحد من المسؤولين بذلك ، فلا بد من التثبت فيما يكتب ليقرأه الآخرون يا أخ محمد ، حيث ان الواقع يخالف ما ذكرته فأعرف صديقاً لي معلماً في دولة الكويت يقول : إن النصاب لا يمكن أن يتجاوز 20 حصة للمعلم الكويتي والأنصبة غالباً تتراوح عندنا من 14-17 أ.هـ.
رابعاً : أصاب الكاتب في فكرته الثانية حول : نظر الوزارة في تخفض نصاب من أمضى في الخدمة من 25 سنة فما فوق .. وأقول : هذا عين الصواب فلا يمكن أن يقارن معلم في العشرينات من العمر وذو ذهن صاف ويتقد نشاطاً بمعلم آخر تقدم في السن وتأخر في الأداء أو قلّ نشاطه.
فمثلا في مصر المعلم الذي تزيد خدمته على 15 عاماً يقل نصابه تدريجياً حتى يصل إلى أقل حد معين من الحصص يستطيع أداءها ، وبما يتناسب مع سنه وعطائه .. ويا ليت الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور أحمد بن محمد الرشيد تنظر في هذا الموضوع وتتم دراسته من جميع جوانبه ونتائجه المرجوة ، ويتم اتخاذ ما يتناسب مع المعلم والمصلحة العامة للتعليم حتى نحقق التوازن بين الكم والكيف.
صالح التركي / الرياض |