Thursday 25th November,200411746العددالخميس 13 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

نظرة إلى الثقافة العربية الجماهيرية نظرة إلى الثقافة العربية الجماهيرية
عبد الله سليمان الطليان/الخرج

تقوم الثقافة الجماهيرية على وسائل الاتصال السمعية والبصرية وهي تحديداً (المجلات والجرائد والإذاعة والتلفزيون والسينما والأشرطة والأسطوانات والروايات) التي تعتبر المغذّي السريع لثقافة الجمهور كل حسب درجة تعليمه وثقافته والتي سوف نتناول جانبا منها ومدى التأثير الذي أحدثته على عقلية المتلقي من خلال المواضيع التي تطرحها والتركيز على الهدف الذي تحاول ان تصل إليه في نشر فكر أو قيم لخدمة أغراض محددة.
فإذا أخذنا السينما والتلفزيون من تلك الوسائل وحاولنا تلّمس الأثر الذي أوجدته في المجتمعات العربية ماضياً وحاضراً لأبرز إلينا الكثير والكثير فلقد شهدنا في بدايات الستينيات ظهور تلك الأفلام التي كانت تدور في فلك الحب والهيام والعشق والغنى والفقر إلى جانب بعض الأفلام الكوميدية الهزلية ويعود ذلك إلى ان هذه الفترة كانت في مرحلة البدايات يضاف إليها وهذا الاهم وهو غياب الظواهر والمشاكل الجديرة بالاهتمام في تلك الفترة وان كانت لا تمثل إلا بلدا عربيا واحدا ومع التطور والتغير الاجتماعي والسياسي بدأ ظهور الأفلام التي تخاطب وتعرض مظاهر هذا التغير وما صاحبه من سلبيات غيرت الكثير من الأخلاقيات وجلبت الانحرافات وأدت إلى نشوء الجريمة وانتشارها هذا في الجانب الاجتماعي إما على الجانب السياسي فلقد كان هناك شبه توجه في طرق مواضيع تصب أحياناً لخدمة النظام وتوجهه وهذا ما حصل عندما كان هناك تبنٍ للنظرية الاشتراكية فكان منظر الريف والتركيز عليه وعاداته وتقاليده والافتخار بعماله وفلاحيه وكيف انهم يعيشون في بساطة قوتهم (لا يتعدى الفول والطعمية فوق الطبلية) هو المسيطر في فترة من السبيعينيات ونحن هنا لا نغفل الطابع التجاري غير المكلف الذي ساعد في تناول هذا الموضوع كما هو حال أفلام المقاولات اليوم، ومع الانتقال إلى مرحلة متقدمة وبروز الكثير من الاحداث وتفاعلها على الصعيد العربي والتي من اهمها وما زال الهم الشاغل للفكر والعقل العربي وهو الصراع العربي الإسرائيلي الذي طرح على عدة محاور وان انصب جل على تجسيد المقاومة وإظهار بطولتها الا أن العرض والمعالجة لم يرتقيا إلى مستوى (الأفلام التي تتناول الهلوكست) التي ما تزال تغذي العقول الغربية بين فترة وأخرى.
وإذا تركنا السينما وعرجنا على التلفزيون الذي يوجد الآن في كل بيت واستعرضنا وشرحنا بعض ما يعرض في وقتنا الحاضر فإننا حتما سوف نشاهد اعمالا سعت إلى أمور منها التجارة والربح الذي يأتي أحياناً عن طريق الاغراء الجسدي في العرض ثم بعد ذلك حب الظهور والشهرة والتقليل من الكلفة المادية فصرنا نشاهد الممثل الأب أو الأخ أو القريب صاحب الباع الطويل في مجال التمثيل يخرج لنا الوجه الجديد في كل مسلسل من اجل أن القريب أولى يضاف إلى ذلك البحث في المكان الأقل في التجهيزات كما هو الحال في المسلسلات البدوية التي لا تحتاج إلا لخيمة، وظهر إلينا المواضيع التي تعالج معاناة ومشاكل الأسرة من التفكك وفقدان الجانب الإنساني لكنها بحسب كل بلد عربي وطل علينا كذلك بعض الأعمال التاريخية والتي وان كانت في بعض منها تجسد واقعاً مزرياً كما هو الحال في عمل (الجوارح) الذي يختلف اختلافاً جذرياً عما قدم من خلال سيرة أحد التابعين او العلماء العرب والذي أجاد في طرحه وعرضه الممثل اللبناني القدير (رشيد علامة) الذي ما زالت أعماله في الذاكرة حتى الآن والتي تعد من الثقافة الجماهيرية التي توحد الإنسان العربي وتبرز إنجازاته الحضارية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved