Thursday 25th November,200411746العددالخميس 13 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
الديناصور
أميمة الخميس

ما برح هناك ديناصور هَرِم، يكابد عوامل الانقراض ويصر على القتال ضمن شروط غابته القديمة، ولا يعلم أن الأرض حينما تدور فسيدور ويتبدل جميع ما على البسيطة.
(فيدل كاسترو) أكثر الرفاق ولاء وصمودا في الدفاع عن الصنم، هو الجندي الأخير في كتيبة تساقط معظم جنودها إثر الهرم والخرف، بينما هرول البعض الآخر مستبسلاً يبحث عن طريقة تدخله للاتحاد الأوروبي، العدو القديم وحش المصانع وملتهم العمال، جميع الرفاق يتسولون عند أقدامه للانخراط في مرحلة جديدة ومختلفة لهذا القرن.
ولكن الديناصور ما برح في القلعة القديمة المستبسلة، يرتدي خوذة تمنع عنه الانصات لجميع ما يدور في هذا الكون، وتبقيه لهواجسه ووساوس نفسه، وعندما تعثر الديناصور الهرم بينما هو يلقي احدى خطبه الحماسية وقع واندقت ساقه، اشتعل الاعلام الامريكي تندراً وتفكهاً عليه مما جعله يتميز غيظاً، ويعاقب الامريكان بمقاطعة الدولار والاصرار على التعامل مع عملة بلده الخاصة، وهذا بالتأكيد ليس مقطع من فيلم كرتون، ولكن سياسة دولة.. دولة مغلوبة على أمرها تتبع أطوار وأمزجة الفرد ومجموعة من المنتفعين حوله، دون الاهتمام بالاستراتيجيات، وخطط اقتصادية، ومصلحة البلاد والبطالة.. كل هذا ليس بذي بال في حضرة بلاط (كاسترو) ومجموعة الرفاق، ومن ثم الاعلام الامريكي الذي غضب من سخريته (كاسترو) وحاول ان يعاقبه، هل هو كتلة واحدة؟؟ الاعلام الأمريكي قد يكون هو نفسه ضد حكومته، وهذا ذكرني بطرفة كنت أقرأها بالسابق ايام الحرب الباردة والستار الحديدي (عندما قال طالب أمريكي لطالب روسي في رحلة لتبادل الخبرات: نحن باستطاعتنا نقد الرئيس الأمريكي تحت أسوار البيت الأبيض. فأجابه الطالب الروسي: ونحن كذلك تحت أسوار الكرملين باستطاعتنا انتقاد الرئيس الأمريكي).
الأنظمة التتوتالرية، أنظمة عبادة الفرد دون الجماعة، أنظمة القبور الجماعية، وأقبية التعذيب وضد كل ما هو إنساني وحر في هذا العالم، صحيح ان بعضها آخذ في الانقراض، والبعض الآخر قد انقرض، ولكن يبقى (فيدل كاسترو) أحد الديناصورات الأخيرة الباقية باستبسال والرافضة الدخول إلى متحف التاريخ.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved