* القدس - الوكالات:
وصل وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى إسرائيل امس الاربعاء لإجراء محادثات على مستوى عال تستمر يومين مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ويتوقع ان يلتقي سترو بزعيم المعارضة شمعون بيريز قبل اجراء محادثات مع نظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم في القدس ثم يجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، حسبما ذكرت المتحدثة باسم السفارة اليزا هيلبيتز .
كما سيلتقي سترو مع نائب رئيس الوزراء ايهود اولمرت، حسب المتحدثة. وسيتوجه سترو اليوم الخميس إلى رام الله بالضفة الغربية للاجتماع بالقيادة الفلسطينية الجديدة في اطار جهود دبلوماسية لإحياء عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقالت هيلبيتز ان (الاولوية (في هذه الزيارة) ستكون للانتخابات الفلسطينية وضمان سلاسة اجرائها).
ومن المقرر ان تجرى انتخابات الرئاسة الفلسطينية في التاسع من كانون الثاني - يناير لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي مطلع الشهر الجاري.
وكان سترو قال في وقت سابق من الاسبوع ان الاولوية ستكون (على المدى القصير لضمان اجراء الانتخابات لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية في الموعد المقرر وفي بيئة مناسبة). وقالت هيلبيتز ان المحادثات ستركز كذلك على ما يسمى بخطة الفصل التي اقترحها شارون وتنص على انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال قطاع غزة.
واضاف انه (سيتحدث إلى الاسرائيليين والفلسطينيين حول خطة الفصل وحول كيفية إحياء عملية السلام).
من جهته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إسرائيل والفلسطينيين إلى اغتنام (الفرصة الفريدة) التي تشكلها الانتخابات الرئاسية المقبلة والانسحاب الإسرائيلي من غزة لاستئناف الحوار بينهما، مشيرا إلى (الارادة الجيدة) التي يبديها كل من الجانبين.
وقد اجرى لافروف الذي وصل مساء الثلاثاء إلى القدس بعد ان شارك في المؤتمر الدولي حول العراق في شرم الشيخ (مصر)، محادثات مع نظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون.
وتوجه بعد ذلك إلى رام الله في الضفة الغربية حيث وضع اكليلا من الورود على قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ثم التقى الرئيس الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع والرئيس المؤقت للسلطة الفلسطيني روحي فتوح.
وقال لافروف (ألمس لدى الجانبين ارادة جيدة للسير قدما في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقررة في التاسع من كانون الثاني - يناير، ومن اجل تنفيذ الانسحاب (الاسرائيلي) من غزة. انه امر مهم جدا). واضاف ان (الطرفين يدركان اهمية الخطوات التي تشكل المرحلة الاولى من خارطة الطريق)، خطة السلام الدولية التي اطلقتها اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا) ولم تطبق.
وتابع لافروف (اليوم اشعر ان الشعب الفلسطيني لديه قادة قادرون على انجاز كفاح عرفات من اجل دولة فلسطينية وإنهاء النزاع مع اسرائيل).
من جهته، قال عباس ان زيارة لافروف فتحت آفاقا للأمل. واضاف ان لافروف (تحدث معنا عن لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وسمعنا منه أشياء مهمة نعتبرها مؤشرا جيدا للمسقبل). وكان لافروف قد اكد للصحافيين في مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع شالوم (لمحادثي الاسرائيليين) ضرورة (اغتنام الفرصة الفريدة التي يوفرها الوضع الراهن).
وأكد الوزير الروسي باسم موسكو في إسرائيل والاراضي الفلسطينية على حد سواء، التعهد الذي قطعته اللجنة الرباعية قبل ساعات في شرم الشيخ، بمساعدة الفلسطينيين على ان تجري الانتخابات المقررة في التاسع من كانون الثاني - يناير في افضل شروط ممكنة.
ويفترض ان يسمح هذا الاقتراع باختيار رئيس للسلطة الفلسطينية خلفا لعرفات. وقال الوزير الروسي (علينا جميعا ان نشجع الإعداد المنظم للانتخابات الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين بكل طريقة نقدر ممكنة لنجعل منها انتخابات حرة ونزيهة وآمنة).
وفي بيروت قال فاروق القدومي وهو من كبار المتشددين وممن ساهموا في تأسيس فتح مع عرفات عام 1959 وحل محله في منصب الامين العام لفتح ان الفلسطينيين لا يمكن ان يحققوا تطلعاتهم ما لم يواصلوا المقاومة بكل الوسائل.
وقال القدومي ان تحقيق السلام العادل والشامل (يقضي بانسحاب إسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم وممتلكاتهم ولكن هذا الهدف لا يمكن ان يتحقق الا من خلال استمرار المقاومة الفلسطينية بكل الطرق والوسائل).
ورفض القدومي اتفاقات السلام المؤقتة التي توصل اليها عباس وقريع مع إسرائيل عام 1993 والتي اقيم بموجبها حكم ذاتي فلسطيني محدود في غزة واجزاء من الضفة الغربية ولم يعد معهما عندما عادا مع عرفات من المنفى بعد ذلك بعام.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع من جديد في جلسة التأبين بالمجلس التشريعي ان الفلسطينيين لن يرضوا في المفاوضات بأقل من دولة في كل اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس.
|