|
انت في "مدارات شعبية" |
| ||
ليست قصيدة اليوم مناطة في توثيق الأحداث ولا في توثيق التجارب وتقديم الحكمة والموعظة والمشورة بعد توفر وسائل الإعلام المتنوعة والاستغناء عن القصيدة في ذلك بالمشاهد والحكايات المرئية، فانحسر دور القصيدة في التعبير عن الذات أو لمناسبة ما وضاق أفقها عما سبق، فأصبح غالب القصائد مكررة الفكرة والمضمون لا يوجد بينها كثير من الاختلاف إلا بترتيب المفردة والجملة الشعرية، وانتشرت القصيدة الهزيلة الهشة ذات المفردات السوقية الساذجة كتجديد للقصيدة في زعم شعرائها المفلسين، كذلك ظهرت القصيدة الرمزية التي قد لا يفهمها حتى كاتبها، وبالمقابل هناك شعراء لا يزالون يقدمون المفردة القديمة والأسلوب السابق للقصيدة متجاهلين الانتشار الهائل للوسائل الإعلامية والتقنية الحديثة ولا يعلمون أن ما في رفوف المكتبات من الشعر القديم ما هو أقوى تعبيراً وأجزل معنى من قصائدهم، وبين هؤلاء وهؤلاء بقي المتمكنون من الشعراء ممن تعاملوا مع القصيدة بذكاء فحافظوا على معطياتها وسخروا أدواتها لتقديم القصيدة المتوازنة والمتزنة التي تجمع بين أصالة القصيدة والمفردة الحديثة. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |