قرأت ما نشرته جريدة الكل الجزيرة ليوم الأحد الموافق 9-10- 1425هـ تحت عنوان توقعات بوصول أسراب الجراد إلى المملكة جاء فيه: توقع وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة الأستاذ عبدالعزيز الشثري أن تدخل بعض من أسراب الجراد المتواجدة في الدول المجاورة إلى المملكة إلا أن الأجهزة المعنية داخل المملكة مستعدة تماما لمواجهة هذه الأسراب فيما لو دخلت إليها مشيرا إلى أن الوزارة في جاهزية كاملة، وطائرات الرش مستعدة، وأفرادنا مستعدون.
والحقيقة أن الجراد بمثابة الفاكهة التي فقدناها التي يتمناها الكثير من الناس والمثل يقول:( إذا جاء الجراد فاحتفظ بالدواء) لوقت آخر بمعنى أن الجراد يأكل من كل الأشجار، وبالتالي يحمل الكثير من العلاج أو الدواء (اعتقاد البعض من الناس) ولاشك أن للجراد طعما ولذة وشهية عند الكثير من الناس، وقد كان بمثابة القوت أيام الجوع التي حصلت في بلادنا، ومنذ أكثر من خمسين سنة والدولة- أعزها الله- تقاومه إذا أقبل إليها خوفا على المزارع من التلف لأنه في حقيقة الأمر يتلف المزارع ويقل المحصول بسببه إن لم ينعدم تماما غير أننا في هذه الأيام قد أدخلنا المحصول من تمر وقمح، وهي المنتجات المهمة، وأنه لا خوف من وصول الجراد إلى بلادنا، فهلا ندعه يصلنا بدون مكافحة، وألا نصيبه بالسموم ليتمتع الآباء والأجداد، وكذا الأبناء بالنظر إليه، وليتعرف عليه الأطفال خاصة، والكثير من الكبار، وعلى ألوانه وأشكاله ولنتذوقه بعد السنين الطويلة التي فقدناه فيها خاصة، وأننا لن نخاف من أضراره في هذه الأيام وحتى لا نضطر الى شرائه من السوق السوداء الحبة بريال وريالين، وحتى خمسة لندرته، كما حصل في أعوام سابقة على الرغم من التحذير من تناوله لأنه قد يكون مسمما بسبب رشه بالمبيدات الزراعية، والناس من شفقتهم عليه أو لرغبتهم بتذوقه لم يبالوا بالتحذيرات من تسممه فدعونا هذا العام نتذوقه وبأسعار رخيصة ودون الخوف من تسممه دعونا نتذوقه بعد خمسين عاما فقدناه فيها أو تزيد دعونا نتعرف عليه، دعونا نتذكره حينما كنا نطارده بأصوات الطبول ودخان هدب الاثل، وبمختلف الأصوات المزعجة لنزعجه وليرحل عن مزارعنا، فالآن مزارعنا محصودة وتمرنا في المخازن والحمد لله ولا خوف عليها.
صالح العبدالرحمن التويجري |