تعقيباً على ما ينشر في (الجزيرة) من مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم فهناك مشكلة دائمة تواجه المعلمين مع الطلاب، وهي مشكلة الضعف الإملائي التي أقلقت المعلمين وأولياء الأمور وطبقة كبيرة من المثقفين، وما سبب هذا القلق إلا معرفتهم بأهمية الإملاء.
إن للإملاء منزلة كبيرة؛ فهو من الأسس المهمة للتعبير الكتابي. والضعف الإملائي يشوِّه الكتابة ويعيق الفهم. كما أن الأخطاء الإملائية تعرِّض الكُتَّاب والمثقفين وأصحاب الشهادات العليا لحرج كبير. ولقد علمت مؤخراً أن بعضهم يتجنب كتابة الكلمات التي فيها همزة متوسطة أو متطرفة، ويبحث في قاموسه عن كلمات رديفة تؤدي نفس المعنى ولكن دون همزات!!
إن الكتابة الصحيحة عامل مهم في التعليم، وعنصر أساسي من عناصر الثقافة، ولذا كان لا بد من علاج المشكلة. ولطالما تمنيت أن يكون الضعف الإملائي من الأمراض التي يمكن علاجها بالأدوية والعقاقير!!
ولكن هيهات! إن علاج الضعف الإملائي يتطلب علاجاً من نوع آخر يصاحبه حلم وصبر طويل.
أولاً: مظاهر الضعف الإملائي
مَن تأمَّل كثيراً في مظاهر الضعف الإملائي فإنه يراها لا تخرج عن:
أ - الهمزات في وسط الكلمة:
مثل: 1- عباءة 2- فؤاد 3- مساءلة 4- فجأة 5- تألمون يكتبها بالشكل التالي: 1- عبائة 2- فوءاد 3- مسائلة 4- فجئة 5- تاءلمون.
ب- الهمزات في آخر الكلمة:
مثل: 1- يبدأ 2- تباطؤ 3- القارئ 4- امرؤ 5- ينبئ.
يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- يبداء 2- تباطوء 3- القارىء 4- امروء 5- ينبىء
ج- همزة الوصل والقطع:
مثل: 1- اختبار- 2- اشتراك- 3- التحق 4- استخرج 5- استقبال.
كلمات كلها بهمزات وصل يكتبها الطالب بهمزات قطع بالشكل التالي: 1- إختبار 2- إشتراك 3- إلتحق 4- إستخراج 5- إستقبال.
أو كلمات بهمزة قطع مثل: 1- إعراب 2- أسماء 3- أحمد 4- إلمام 5- إزالة يكتبها الطالب بهمزات وصل كالتالي: 1- اعراب 2- اسماء 3- احمد 4- المام 5- ازالة.
ج- التاء المربوطة والتاء المفتوحة:
مثل الكلمات التالية: 1- كرة 3- نافذة 3- قضاة 4- سبورة 5- صلاة. هذه كلها كلمات تنتهي بتاء مربوطة يكتبها الطالب بتاء مفتوحة بالشكل التالي: 1- كرت 2- نافذت 3- قضات 4- سبورت 5- صلات. أو كلمات تنتهي بتاء مفتوحة مثل: 1- مؤمنات 2- بيوت 3- أموات 4- علامات 5- صفات. يكتبها الطالب بتاء مربوطة بالشكل التالي: 1- مؤمناة 2- بيوة 3- أمواة 4- علاماة 5- صفاة.
د- اللام الشمسية واللام القمرية:
مثل الكلمات التالية بلام شمسية: 1- الشمس 2- النهار 3- السمع 4- التاء 5- الرعاية.
يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- اشمس 2- انهار 3- اسمع 4- اتاء 5- ارعاية.
هـ- الحروف التي تنطق ولا تكتب:
مثل: 1- إله 2- لكن 3- أولئك 4- هذا 5- عبد الرحمن يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- إلاه 2- لاكن 3- أولائك 4- هاذا 5- عبد الرحمان.
و- الحروف التي تكتب ولا تنطق:
مثل الكلمات التالية: 1- عمرو (في حالتي الرفع والجر) 2- أكلوا 3- بذلوا 4- لن يهملوا 5- كتبوا يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- عمر 2- أكلو 3- بذلو 4- لن يهملو 5- كتبو.
ز- الألف اللينة المتطرفة:
1- علا الصقر 2- دعا الشيخ لك 3- أعيا المرض صاحبه 4- عصا الأعمى طويلة 5- بكى يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- على الصقر 2- دعى الشيخ لك 3- أعيى المرض صاحبه 4- عصى 5- بكا.
ح- الخلط بين الحروف المتشابهة رسماً أو صوتاً:
مثل كلمات بها حرف الظاء: 1- ظاهر 2- نظر 3- عظم 4- ظلام 5- ظلم يكتبها الطالب بحرف الضاد بالشكل التالي: 1- ضاهر 2- نضر 3- عضم 4- ضلام 5- ضلم، أو كلمات بها حرف الضاد مثل: 1- مريض 2- عوض 3- رفض 4- محاضرة 5- بغضاء يكتبها الطالب بحرف الظاء بالشكل التالي: 1- مريظ 2- عوظ 3- رفظ 4- محاظرة 5- بغظاء.
فمخرج الضاد الصحيح هو إحدى حافتي اللسان مما يلي الأضراس العليا، ومخرج الظاء الصحيح هو طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
وهناك كلمات يخطئ فيها الطالب بسبب تشابه المخرج مثل: 1- صابر 2- استطلاع 3- غريق يكتبها الطالب بالشكل التالي: 1- سابر 2- اصتطلاع 3- قريق.
ط- الإشباع (قلب الحركات):
1- قلب الضمة واواً مثل: 1- أحبُّ 2- نحنُ 3- لهُ يكتبها الطالب: 1- أحبو 3- نحنو 3- لهو.
2- قلب الفتحة ألفاً مثل: 1- يلعبونَ 2- لن تندمَ 3- إن كتابَ يكتبها الطالب: 1- يلعبونا 2- لن تندما 3- إن كتابا.
3- قلب الكسرة ياءً مثل 1- إليه 2- إلى الفصلِ 3- بالقلمِ يكتبها الطالب: 1- إليهي 2- إلى الفصلي 3- بالقلمي.
ثانياً: أسباب الضعف الإملائي
1- ضعف السمع والبصر وعدم الرعاية الصحية والنفسية.
2- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتقاربة.
3- نسيان القاعدة الإملائية الضابطة.
4- الضعف في القراءة وعدم التدريب الكافي عليها.
5- تدريس الإملاء على أنه طريقة اختبارية تقوم على اختبار التلميذ في كلمات صعبة بعيدة عن القاموس الكتابي للتلميذ.
6- عدم ربط الإملاء بفروع اللغة العربية.
7- إهمال أسس التهجِّي السليم الذي يعتمد على العين والأذن واليد.
8- عدم تصويب الأخطاء مباشرة.
9- التصحيح التقليدي لأخطاء التلاميذ، وعدم مشاركة التلميذ في تصحيح الأخطاء.
10- استخدام اللهجات العامية في الإملاء.
11- السرعة في إملاء القطعة، وعدم الوضوح، وعدم النطق السليم للحروف والحركات.
12- قلة التدريبات المصاحبة لكل درس.
13- طول القطعة الإملائية؛ مما يؤدي الى التعب والوقوع في الخطأ الإملائي.
14- عدم الاهتمام بأخطاء التلاميذ الإملائية خارج كراسات الإملاء.
15- عدم التنويع في طرائق التدريس؛ مما يؤدي إلى الملل والانصراف عن الدرس.
16- عدم إلمام بعض المعلمين بقواعد الإملاء إلماماً كافياً، ولا سيما في الهمزات والألف اللينة.
17- عدم استخدام الوسائل المتنوعة في تدريس الإملاء، ولا سيما البطاقات والسبورة الشخصية والشرائح الشفافة.
18- عوامل نفسية؛ كالتردد والخوف من الوقوع في الخطأ.
19- كثرة أعداد الطلاب في الفصول.
ثالثاً: أساليب علاج الضعف الإملائي
1- أن يحسن المعلم اختيار القطع الإملائية بحيث تتناسب مع مستوى التلاميذ وتخدم أهدافاً متعددة: دينية وتربوية ولغوية.
2- كثرة التدريبات والتطبيقات المختلفة على المهارات المطلوبة.
3- أن يقرأ المعلم النص قراءة صحيحة واضحة لا غموض فيها.
4- تكليف الطالب باستخراج المهارات من المقروء.
5- تكليف التلاميذ بواجبات منزلية تتضمن مهارات مختلفة؛ كأن يجمع التلميذ عشرين كلمة تنتهي بالتاء المربوطة وهكذا.
6- توافر قطعة في نهاية كل درس تشتمل على المهارات تدريجياً، ويدرب من خلالها التلميذ في المدرسة والبيت.
7- الإكثار من الأمثلة المتشابهة للمهارة التي يتناولها المعلم في الحصة.
8- الاهتمام باستخدام السبورة في تفسير معاني الكلمات الجديدة، وربط الإملاء بالمواد الدراسية الأخرى.
9- تدريب الأذن على حسن الإصغاء لمخارج الحروف.
10- تدريب اللسان على النطق الصحيح.
11- تدريب اليد المستمر على الكتابة.
12- تدريب العين على الرؤية الصحيحة للكلمة.
13- جمع الكلمات الصعبة التي يشكو منها كثير من التلاميذ وكتابتها ثم تعليقها على لوحات في طرقات وساحات المدرسة.
14- تخصيص دفاتر لضعاف التلاميذ تكون في معيتهم كل حصة.
15- معالجة ظاهرة ضعف القراءة عند التلاميذ، وترغيب القراءة للطلاب بمختلف الوسائل.
16- عدم التهاون في عملية التصحيح.
17-أن يعتني المعلم بتدريب تلاميذه على أصوات الحروف، ولا سيما الحروف المتقاربة في مخارجها الصوتية وفي رسمها.
18- أن يستخدم المعلم في تصحيح الأخطاء الإملائية الأساليب المناسبة، وخير ما يحقق الغاية مساعدة التلميذ على كشف خطئه وتعرف الصواب بجهده هو.
19- محاسبة التلاميذ على أخطائهم الإملائية في المواد الأخرى.
20- ألا يحرص المعلم على إملاء قطعة إملائية على تلاميذه في كل حصة، بل يجب عليه أن يخصص بعض الحصص للشرح والتوضيح والاكتفاء بكتابة كلمات مفردة حتى تثبت القاعدة الإملائية في أذهان التلاميذ.
21- أن يطلب المعلم من تلاميذه أن يستذكروا عدة أسطر، ثم يختبرهم في إملائها في اليوم التالي، مع الاهتمام بالمعنى والفهم معاً.
22- تنويع طرق تدريس الإملاء لطرد الملل والسآمة ومراعاة الفروق الفردية.
23- الاهتمام بالوسائل المتنوعة في تدريس الإملاء، ولا سيما السبورة الشخصية والبطاقات والشرائح الشفافة.
24- تشجيع وتحفيز الطلاب الذين تحسنوا بمختلف أساليب التحفيز والتشجيع.
25- حصر القواعد الإملائية الشاذة والتدريب الكافي عليها.
راشد بن محمد الشعلان
مشرف تربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض |