في إطار حرص حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - على تقديم أفضل الخدمات وتطويرها في كل المجالات لجميع أبناء المملكة العربية السعودية وفي شتى أرجائها ، فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (24) وتاريخ 17-8- 1424هـ المتضمن توسيع مشاركة المواطنين في إدارة الشؤون المحلية عن طريق الانتخابات ، وذلك بتفعيل المجالس البلدية وفقا لنظام البلديات والقرى.
وقد شرعت وزارة الشؤون البلدية والقروية المنوطة بذلك في وضع الترتيبات المتعلقة بالعملية الانتخابية لانتخاب أعضاء مجالس البلديات في جميع مناطق المملكة ، وأصدرت النشرات التوعوية في هذا الشأن وحددت قيد الناخبين بالمراكز الانتخابية خلال المدة من الثلاثاء العاشر من شوال 1425هـ إلى الأربعاء العاشر من ذي القعدة 1425هـ ، بينما يبدأ تسجيل المرشحين من الأحد 14 ذي القعدة 1425هـ إلى الخميس 18 ذي القعدة 1425هـ ، على أن يكون الاقتراع لمدة يوم واحد فقط هو الخميس غرة محرم 1426هـ.
وليعلم الجميع أن إدلاء الناخب بصوته هو أمانة ومسؤولية ، ولهذا ينبغي له إعطاء صوته لمن يرى من المرشحين أنه سوف يمثله خير تمثيل في صنع القرارات التي من شأنها المحافظة على مكتسبات التنمية ، والسعي لتطوير الخدمات التي تتلقاها منطقته .. لذا فإن صوتك - أخي الناخب - حق لك وواجب عليك تجاه نفسك وعائلتك ووطنك ، فأنت بذلك مشارك في صنع القرار.
وإذا كانت هذه المقدمة التي قدمت بها لمقالي موجهة لعموم إخواني المواطنين ، إلا أنني أخص بها أيضا فئة غالية على قلوب الجميع ، وتحظى باهتمام ورعاية ولاة الأمر في بلادنا - حفظهم الله - ، تلكم هي فئة (ذوي الاحتياجات الخاصة) ، فهم وإن كانوا فقدوا واحدة أو أكثر من الحواس أو الأعضاء إلا أنهم لم يفقدوا الفكر والبصيرة والرؤية المستنيرة.
لهذا فإنني أدعوهم لخوض هذه الانتخابات - ترشيحا وتصويتا - دونما أدنى تردد ، بل وأدعو أبناء المجتمع السعودي الكريم إلى تشجيعهم والثقة فيهم ، فالمعوقون في بلادنا قد بلغوا - بحمد الله - أرقى الدرجات العلمية ، وتقلدوا أعلى المراتب الوظيفية ، وحققوا نجاحات يغبطهم عليها الأسوياء.
وقد كان المعوقون - ولا يزالون - من أكثر الفئات فاعلية في المشاركة في الانتخابات بالدول التي لها عراقة في هذا المجال ، وهناك عديد من الأمثلة على المعوقين الذي خاضوا الانتخابات بكافة مستوياتها في تلك الدول وفازوا بمناصب رفيعة.
فلنشحذ هممنا جميعا ، ونتسلح بثقتنا وإرادتنا ، ونتوجه - في المواعيد المحددة آنفا - إلى مراكز تسجيل الناخبين والمرشحين ، فمن ير في نفسه ناخبا فقط فليؤد صوته إلى من يستحق ، ومن ير في نفسه مرشحا فليخض حملته الانتخابية للتعريف بنفسه وإمكاناته وقدراته ، إلى أن يأتي يوم الاقتراع ، وعندها تكون الكلمة لصناديق الاقتراع التي تنبئ عما فيها من المرشحين الفائزين بثقة الناخبين ، حيث سيتولون المهمة الجديدة المنوطة بهم في خدمة الوطن والمواطنين.
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم.
( * ) المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم |