* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
انتشلت طواقم الإنقاذ الإسرائيلية، صباح أمس الثلاثاء، من ميناء اشدود الإسرائيلي جثة الوزير وقائد أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، رفائيل ايتان.
وقالت المصادر الإسرائيلية: إن ايتان قضى غرقا بعدما انزلق إلى داخل مياه الميناء.
وقد عثرت قوات الإنقاذ على جثة ايتان بعد عملية بحث استمرت ساعات، صباح يوم الثلاثاء..
وتفيد الأنباء أن ايتان، البالغ من العمر (75 عاما) تواجد في المكان كونه المسؤول عن إنشاء (ميناء اليوبيل) في اشدود.
ووصل ايتان صباح يوم الثلاثاء إلى منطقة كاسر الأمواج المحاذي للميناء، لفحص الأضرار التي سببتها العاصفة البحرية.. وهناك فُقد الاتصال معه..
وبحسب الشرطة الإسرائيلية: أن إيتان لقي مصرعه بعد أن غرق في البحر، كما يبدو، في أعقاب سقوطه في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، من حافة الميناء، بسبب الأحوال الجوية القاسية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية: إن مروحية عسكرية عثرت على جثة إيتان في البحر حوالي الساعة التاسعة صباحاً، في الجزء العسكري من ميناء أشدود، وتم التعرف عليها بعد وقت قصير.. وأجرت قوات الإسعاف محاولات إنعاش لإيتان إلا أنها باءت بالفشل.
وعُرف ايتان بمواقفه العدائية تجاه العرب في الداخل وتجاه الفلسطينيين بشكل خاص، وشكّل بعد خروجه من الخدمة العسكرية حزب تسوميت اليميني اليهودي المتطرف.. وهدد الوزير الهالك في يوم الأرض الخالد في العام 1976م بحرق مدينة سخنين الفلسطينية العربية والصعود بالدبابات على قرية عرابة في البطوف.
وقاد ايتان أيضا الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982م، عندما كان رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إلا أنه اضطر للاستقالة من منصبه في أعقاب صدور تقرير لجنة رسمية إسرائيلية، آنذاك، حملته جزءاً من مسؤولية مجزرة صبرا وشاتيل، حيث كان من بين المشرفين على مجزرة صبرا وشاتيلا..
ومن تصريحاته العنصرية وصفه للعرب على أنهم (صراصير مسممة داخل زجاجة)..
محطات في حياة مهندس مجزرة صبرا وشاتيلا ..
كان الرئيس الحادي عشر لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي.. قاد في السابق حركة (تسومت) اليمينية المتشددة .. وشغل في حياته السياسية، منصب وزير الزراعة وشؤون البيئة.. وأصيب برأسه في معركة دير سان سيمون في القدس، والتي اعتبرت معركة قاسية بشكل خاص.. اجتاز دورة حصل خلالها على رتبة قائد كتيبة، كما شارك في دورة للمظليين، وتم تعيينه قائداً لأول سرية احتياط للمظليين.. وفي كانون الأول- ديسمبر 1955م أصيب في بطنه وفي حوضه، خلال مواجهة مع السوريين في منطقة بحيرة طبريا.
وفي حرب سيناء، قاد إيتان كتيبة المظليين التي هبطت على معبر (متلة).. في عام 1964م، تم تعيينه قائداً للواء المظليين، وقاد الهجمات التي قام بها الجيش عشية حرب الأيام الستة..
وقد أصيب إيتان خلال تلك الحرب برأسه.. وبعد شفائه تم تعيينه قائداً في غور الأردن ..
وفي حرب الاستنزاف، كان قائداً رئيسياً لسلاحي المظليات والمشاة..
وفي حرب أكتوبر 1973م، قاد الفرقة التي حاربت على الجبهة السورية في هضبة الجولان .. وبعد وقف إطلاق النار تمت ترقيته إلى رتبة لواء.
في نيسان-أبريل 1974م، تم تعيينه قائداً للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، ومن ثم رئيساً لشعبة العمليات في القيادة العسكرية.
في العام 1982م اندلعت حرب لبنان.. بعد مجزرة صبرا وشاتيلا. في أيلول 1982م، أقيمت، في الأول من تشرين الثاني-نوفمبر 1982م، لجنة تحقيق رسمية.. وخرجت اللجنة باستنتاجات قاسية، شملت اتهام إيتان بإساءة استخدام منصبه كرئيس لهيئة الأركان العامة، لأنه لم يصدر الأوامر اللازمة لوقف المذبحة.. ولم يتم في حينه اتخاذ خطوات عملية ضد إيتان، لأنه كان على عتبة إنهاء وظيفته، وتم الاكتفاء بتوبيخه.
تسرح إيتان من الجيش في العام 1983م، وانتقل إلى الحياة السياسية.. وفي انتخابات 1984م، انتخب للكنيست الـ11، من قبل حركة (هتحياة n تسومت)، وكان عضواً في لجنة الخارجية والأمن وفي لجنة مراقبة الدولة.. وفي عام 1990م انضمت (تسومت) إلى الائتلاف الحكومي، وتم تعيين إيتان وزيراً للزراعة.. ومن ثم خاضت حركته المتطرفة انتخابات 1996م في إطار كتلة مشتركة ضمت (الليكود)، (تسومت) و(جيشر)، وكان من نصيب (تسومت) ستة مقاعد.. وتم تعيين ايتان وزيراً للزراعة وشؤون البيئة، إضافة إلى نائب رئيس الحكومة.
في كانون أول-ديسمبر 1998م، أعلن إيتان نيته المنافسة على رئاسة الحكومة، في انتخابات 1999م، لكنه لم ينفذ ذلك.. ولم تتمكن حركة (تسومت) من اجتياز نسبة الحسم في تلك الانتخابات، فاستقال ايتان من الحياة السياسية وعاد إلى عالم الأعمال..
|