إذا كانت الجماهير الرياضية قد اعتادت على التشكيك بكل إنجاز أزرق، ممن نذروا أنفسهم لمواجهة المد الهلالي الهائل، بطولات وكؤوساً وألقاباً.. فإنها الآن أمام نوع جديد من التشكيك لا علاقة للتحكيم به لا من قريب ولا بعيد.. فهناك من نصبوا أنفسهم الخصم والحكم في كل شأن هلالي.
منهم من يصادر إنجازات زرقاء ويحولها لناديه كاشفاً جهله الفاضح وقلة متابعته وتعصبه الذي حال دون رؤيته للأشياء على حقيقتها، ومنهم من يريد التقليل من الإنجازات الزرقاء كعادته في وصف مدى ما يلحقه هذا الفريق به من ألم وهو يحقق الإنجاز تلو الإنجاز.
بالأمس القريب نال الهلاليون شهادة جديدة بأن الزعيم هو فريق القرن الآسيوي، شأنه في ذلك شأن كل الأندية التي تمت تسميتها فرقاً للقرن في قاراتها وفقاً لما حققته من إنجازات على المستوى القاري والمحلي.
فاحتل الهلال السعودي المركز الأول آسيوياً كأول فريق عربي آسيوي يدخل قائمة أفضل 100 نادٍ في العالم.. لكنه هذه المرة حقق مركزاً أقل من مركزه السابق وهو الـ66 من بين أفضل مائة نادٍ في كل قارات العالم.
الإنجاز الهلالي رغم عدم اعطاء الهلاليين له ما يستحقه من اهتمام إلا أنه كشف مدى ما يسببه هذا الإنجاز الأزرق من قلق لمن عجزوا عن مجاراته وباتوا يهتمون بكل ما يحققه هذا الفريق أكثر من اهتمام الهلاليين انفسهم.
ولأن الهلال فقط بات لقباً كافياً للاشارة لكل ما حققه الفريق السعودي المشرف خارجياً.. فإنه لن يكون لدينا ولا في القارة الآسيوية هلال آخر.. فالهلال سيظل الهلال ولن تمنح الألقاب التي تحققها الأندية الأخرى لقب الهلال لهم.. لأنه مهما حقق الآخرون من ألقاب فسيظلون يعرفون بأنهم النادي الفلاني والنادي العلاني ولن يكونوا هلالاً في يوم من الأيام.. لأن الهلال مختلف في كل شيء.. بإنجازاته وبطولاته وجماهيره وتطرق الجماهير له سواء فاز أو خسر.. فهو الهلال وغيره أبطال لكنهم لن يكونوا الهلال.
ولذلك فقد جاء التعامل مع الإنجاز الأزرق مؤخراً ليؤكد فعلاً أنه الهلال وأنه يضيف للإنجازات بعداً آخر فمن يعجز عن تحقيق ما حققه الزعيم فليس عليه سوى التهكم والتقليل والتهميش لكل ما هو أزرق لأنهم حين يفعلون ذلك يكفون الهلاليين مهمة الاحتفال بالإنجاز وتاريخه طالما يوجد من يناقش كل ما يحققه الهلال من كل جوانبه مما يمنحه ما يريده الهلاليون من مثل هذه الاحتفالات.
الاتحادية يرفض هدية اللجنة الفنية
** قدمت اللجنة الفنية باتحاد الكرة خدمة جليلة لنادي الاتحاد برفضها تأجيل لقائه أمام الشباب في إطار مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي جرت الجمعة الماضي.. فرغم عدم منطقية الطلب الذي تقدم به الاتحاديون لتأجيل اللقاء إلا ان المباراة كان يمكن ان تكون أفضل إعداد للفريق الاتحادي قبل خوضه النهائي الآسيوي.. فمباراة أمام فريق قوي كالشباب ستكون مفيدة جداً للسيد ايفتش لو اشرك فريقه الذي سيواجه به بطل كوريا.. بحيث تكون بروفة نهائية للنهائي المهم.
غير ان ايفتش وربما لعدم ثقته في نفسه أولاً ثم في فريقه وقدرته على الفوز على الشباب فضل الا يدخل هذا الامتحان القوي ويؤجل ذلك للنهائي حتى لا يفتح الكثير من الجبهات ضده في حالة عدم تقديم فريقه للأداء المنتظر.. رغم ان الاتحاد سيكون كاسباً في كلا الحالتين سواء الفوز او الخسارة فالفوز سيمنح الاطمئنان على الفريق وتشكيلته وعناصره.. والخسارة ستكون افضل في مباراة محلية منها في النهائي وبالتالي يمكن تصحيح الأوضاع ومعالجتها قبل فوات الاوان.
عموماً الاتحاد أمام فرصة تاريخية للفوز باللقب ليعوض اخفاقاته الخارجية المتتالية وليخرج من النطاق المحلي نحو الإنجازات الخارجية التي لم يحقق منها ما يتفق وسمعته وما يضمه من امكانات.
وبدون شك فإن لقاء الجمعة سيكون الخطوة الأولى نحو اللقب لأن المطلوب هو الفوز والفوز فقط وبأكبر عدد من الأهداف خصوصاً ان سونجنام أضعف من سابقه شوبنوك مما يجعل اللقب الآسيوي أقرب للبقاء عربياً في احضان الاتحاد بعد ان حققه العين الاماراتي في الموسم الماضي.
لمسات
* ليس أمام الهلاليين سوى الفوز اليوم على الافريقي التونسي وبنتيجة مطمئنة.. لان المجموعة الثالثة هي الأصعب والأقوى بتواجد الاسماعيلي مع الهلال والأفريقي.. وبالتالي فلابد ان يخرج أحد الثلاثي.
* هل للنقل الفضائي المكثف لأفضل المسابقات الكروية في العالم دور في ابتعاد الجماهير السعودية عن الملاعب وهل بعد متعة لقاء برشولنة وريال مدريد يمكن ان يذهب أي مشجع للمدرجات بسهولة؟!
* أسبوع بعد آخر في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين تتغير مراكز الفرق وتأخذ أماكنها الطبيعية على سلم الدوري.. لكن وضع الاتفاق في المؤخرة محزن جداً ومخيف لمحبيه!
* تشكيلة المنتخب القادمة يجب ان تختار بعناية فائقة.. وبأقل عدد من اللاعبين.. لأن بقاء عدد كبير من لاعبي الأندية مع أنديتهم واللعب معها واستدعاءهم عند الحاجة افضل بكثير من تكديسهم وإبعادهم عن أجواء المباريات.
* عودة الهلال لوضعه المعتاد يجب ان تعود معها الجماهير الهلالية لكثافتها المعتادة خلف الزعيم بدءاً من لقاء اليوم في القمة العربية الكبرى.
* حين تأتي الأخطأ من حكام بحجم المرداسي والمطلق والجروان وبهذا الشكل المؤثر فإن هذا يعني أن على اللجنة مراجعة حساباتها سريعاً إذا كان لديها حسابات!!
|