كثيرون تحدثوا عن الروتين، فهو بطبعه يقود الكثيرين إلى بحث طويل، وتعمق أكثر، ورغبة في البحث والدراسة لإبراز سلبياته وإيجابياته.
والروتين -أقصد بذلك طول وتعقيد الإجراءات- مازال يقبع فوق، وخلف، وداخل مكاتبنا!! ليفسد ما يفعله الآخرون؟ فمازالت ورقة صغيرة أو معلومة ثانوية تنقص من إحدى المعاملات، والتي يمكن الحصول عليها عن طريق الهاتف - مثلاً - تؤدي إلى بحث طويل ووقت أطول!! وحين تستوفى المعلومات يكون الوقت قد فات، ولكنه للأسف أسلوب ربما يؤدي لترك جوانب سلبية على الأداء.. ومازالت الكثير من الدراسات المهمة التي تصب في صالح تطوير أداء الجهاز الحكومي قابعة في الأدراج! فقد يلجأ البعض إلى تعقيد الإجراءات في عملهم ليوهموا الغير بأهمية ما يقومون به رغم سهولته أحياناً!! وإنك -أي المراجع- لابد أن تأتي غداً أو بعد غد، أو حتى الأسبوع القادم حتى تنهي معاملتك ويرضى عنك الموظف!!؟
أتمنى أن يفهم الواحد من أولئك أن إنجاز عمله إنما هو بداية لأعمال موظفين آخرين - كل حسب اختصاصه - حيث قد تتعطل أعمالهم عندما تكون المعاملة مثلاً لم تزل تقبع على طاولة هذا الموظف أو ذاك، الذين يعمدون إلى تكديس المعاملات على مكاتبهم كما سبق أن أسلفنا، ليوهموا الآخرين بكثافة العمل وعظم المسؤولية!!
فالموظف المنتج في الإدارة هو الذي لا يعتمد على تعقيد الإجراءات، وإنما يعمد إلى كسر حاجز الروتين الإداري بوعيه وإدراكه لمسؤوليات جديدة ضمن صلاحياته واختصاصاته.
|