** بعض البنات.. يأخذها الغرور الزائد أو سوء تقدير الأمور إلى رفض أكثر من خاطب في مقتبل عمرها.. عندما يتقدَّم لها الخطَّاب.. محاولة تبرير هذا الرفض.. إما (لعيوب) وهمية في هؤلاء المتقدِّمين.. ومن هو الشخص الخالي من العيب؟... أو بعذر إكمال الدراسة.. أو أنها ما زالت صغيرة أو لأي سبب آخر.
** المهم.. أن الخطَّاب يعودون..الواحد تلو الآخر ثم تفاجأ بعد سنوات.. أن الخطَّاب قد انقطعوا نهائياً.. وأنه لم يطرق الباب طارق يخطب أو حتى يسأل..
** تفاجأ أن زميلاتها وقريباتها كلهن قد تزوجن.. بل لديهم أولاد.. وتفاجأ.. أنها تعيش داخل دوامة من التفكير والحسرة على رفض فلان وفلان.. أولئك الذين تزوَّجوا وفتحوا بيوتاً وعاشوا مع زوجاتهم في أحسن حال.
** تتحسر على غرورها وغطرستها.. أو على جهلها وسوء تقديرها للأمور..
** وتتحسر على هذا وذاك.. أولئك الرجال الذين رفضتهم لأسباب واهية غير مقبولة.. وضعت فيهم العيوب.. وهم براء منها..
** هذا قصير.. وهذا نحيف.. وهذا راتبه بسيط.. وهذا وظيفته ضعيفة.. وهذا ما زال طالباً وهذا وهذا.. إلى آخر ذلك من الأسباب غير المقبولة.
** نحن لا ننكر.. أن لبعض الشباب عيوباً لا يمكن قبولها.. مثل الفاسد أو المدمن أو من به عيب أخلاقي معروف ولكن.. أن ترفض كل الخطَّاب وتضع الأعذار.. فلن يندم أو يتحسر أو يتضرر غيرها.
** مثل هذه المسكينة.. تظل تراقب الأمور حولها.. وزميلاتها وصديقاتها وقريباتها يعشن مع أزواجهن في أحسن حال.. وقد صنعن أسرة وتفاعلن مع المجتمع.. وهذه المسكينة.. نصيبها الحسرة والمرارة والألم.
** تظل تلتفت هنا وهناك وتبحث هنا وهناك عن شريك حياة.. ولم يبق سوى حارس المدرسة زوج الفراشة.. الذي تضع العين عليه لتشارك زوجة الحارس أو سواق الأتوبيس الذي يسوق مع زوجته المحْرَم... لتشارك زوجة سواق الأتوبيس أو تبحث عن زواج أجنبي بحجة أنها وصلت إلى سن حرجة للغاية.. وتريد أولاداً.
** إن المطلوب من أي فتاة.. ألا تُضيِّع الفرص أمامها.. فمتى تقدَّم لها شاب ترضى دينه وخلقه.. فعليها أن تبادر بالزواج منه.. والوظيفة الكبيرة والمال الكثير.. يأتي لاحقاً بإذن الله.. وعليها أن تدرك أن الوظيفة الكبيرة أو المال الوافر الكثير.. لا يوجد إلا مع (الشيَّاب) ومع أولئك الذين شقّوا طريقهم في الحياة.. وليس مع شاب في مقتبل العمر.
|