اتهامات إسرائيلية لمصر بالمسؤولية عن الحادث
تصاعد ردود الأفعال الرسمية والشعبية الغاضبة في مصر ضد إسرائيل

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي
تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة في مصر على المستويين الرسمي والشعبي بسبب حادث مقتل رجال الشرطة الثلاثة في رفح برصاص القوات الإسرائيلية وفي تطور خطير صعدت مصر المواجهة مع إسرائيل على الصعيد الدبلوماسي والبرلماني على إثر تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون تحمل مصر مسؤولية ما حدث وذلك بعد أن زعم رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي يوفال شطاينتس أن مصر مسؤولة عما جرى لجنودها في الحادث الحدودي وتتحمل مسؤولية الإسهام المباشر فيما جرى كما تتحمل مسؤولية غير مباشرة عما حدث في تفجيرات طابا واتهم شطاينتس مصر بعدم التحرك لوقف عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى الفلسطينيين.
وفيما أثارت التصريحات الإسرائيلية غضباً رسمياً وشعبياً أكدت وزارة الخارجية المصرية قرار تأجيل زيارة الوزير أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة إلى إسرائيل والتي كانت مقررة هذا الأسبوع إلى منتصف ديسمبر المقبل وطالب وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بالتدقيق في اختيار القيادات والجنود الإسرائيليين على الحدود مع مصر وقال انه يجب اختيار الذين لديهم اكبر قدر من الانضباط حتى لا يطلقوا النار عشوائياً ويؤدي ذلك إلى تعقيد علاقة بلادهم مع مصر.
وشدد وزير الخارجية على أن مصر لن تقبل مطلقاً تكرار مثل هذا الحادث مشيراً إلى أنه طلب من وزير الخارجية الإسرائيلي في اتصال هاتفي بان يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذا الحادث وأكد أبو الغيط أن الحادث كان متوقعاً في ظل الأسلوب الذي تتحرك به القوات الإسرائيلية على خط الحدود وتصرفات جنود الاحتلال والتي كانت جميعها توضح أن هؤلاء العسكريين المتواجدين على الحدود المصرية يضعون إصبعهم على الزناد وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري قد عقدت اجتماعاً طارئاً بتكليف من الرئيس مبارك للرد على المزاعم الإسرائيلية التي اتهمت مصر بمسؤوليتها عن عدم تأمين الحدود بين البلدين وتشجيعها لعمليات تهريب الأسلحة واستنكرت اللجنة في بيان صادر عنها حادث مقتل الجنود الثلاثة ورفضت بشدة ما جاء في تصريحات شطاينتس واعتبرتها تصريحات غير مسؤولة تحتوي على معلومات مغلوطة وأكاذيب واضحة وتبريرات توحي بصفة العمد لهذا الحادث المأساوي والذي يشير إلى مسؤولية إسرائيل المباشرة عنه.
وعلق الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب على البيان بقوله إن مصر ترفض المهاترات الواردة في مثل هذه التصريحات وان ما ورد بها يؤكد أن مقتل الجنود الثلاثة كان عملاً عمدياً وبسوء نية ولا يحترم العلاقات بين البلدين في حين قال الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان إن اللجنة تعتبر أن هذا الحادث - وفقاً للتصريحات الإسرائيلية - عملاً متعمداً ولا يكفي عنه أي اعتذار طالما استمرت مثل هذه التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة.