اليوم الثلاثاء العاشر من شوال من عام 1425هـ سيسجل في تاريخ التطور السياسي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية فهذا اليوم الخالد يؤرخ لبداية أول عملية تنظيمية للانتخابات في المملكة.
صحيح أن عمليات أختيار المجالس البلدية والشورى سبق أن جرت في سنين ماضية إلا أن هذه المرة تتم وفق تنظيم حديث وآليات مقننة تفتح الباب لأسلوب جديد في الإدارة السياسية والاجتماعية في الدولة يجعل المواطن في موقع المسؤولية المشتركة مع الجهات الرسمية ومن ثم توسيع مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار وإدارة شؤون الدولة التي ارتأت أن الشؤون المحلية هي البداية.. وهي بداية يجب أن يعمل المواطنون على إنجاحها وتفعيلها سعياً لتحقيق الأفضل للوطن والدولة معاً، التي حتماً ستحقق نتائج إيجابية تنعكس لمصلحة الوطن والمواطن.
اليوم عندما يتوجه المواطنون إلى مراكز قيد الناخبين في منطقة الرياض ليسجلوا أول مشاركة في تحمل المسؤولية في إدارة شؤونهم الحياتية ومعاونة الأجهزة الرسمية في خدمة الوطن والمواطنين ولهذا فإن من الواجب على كل مواطن تتوفر فيه الشروط المسارعة إلى مراكز قيد الناخبين لتسجيل اسمه في قوائم الناخبين، والشروط التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات سهلة وبسيطة ولا تستثني أحداً.
وإنجاح الانتخابات المحلية مسؤولية يشترك فيها الجميع، والمواطن مطالب أكثر من غيره على إنجاح هذه العملية الحضارية والمتوافقة مع المتغيرات التي يشهدها العصر، والمواطن السعودي الذي يتسم دائماً بالمبادرة وتحمل المسؤولية مطالب اليوم بتأكيد هذا التوجه الحضاري المسؤول وأداء دوره في تحمل نصيبه من المسؤولية في خدمة الوطن والمواطن من خلال المشاركة في اقتراح وتنفيذ المشاريع الخدمية والبلدية التي تتميز عن غيرها من الخدمات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين، وإذ كان المواطنون عادة ما يطالبون بتنفيذ المشاريع وتحقيق الخدمات لمدنهم فإن الفرصة الآن متاحة لهم لاختيار الأكفأ منهم لاقتراح مثل هذه المشاريع ومتابعة تنفيذها ومراقبة الأجهزة التي تديرها.
إذن فإن الواجب الوطني والمصلحة الشخصية والعائلية والوطنية تفرض علينا جميعاً المسارعة من اليوم إلى مراكز قيد الناخبين لتحقيق أقصى النجاح لهذه العملية الحضارية التطويرية كبداية لإعطاء مزيد من الدور للمواطن وإعطائه مساحة أوسع للمشاركة في صنع القرار ومساعدة الأجهزة الرسمية سعياً لوطن يتطور دوماً للأمام.. ودولة حديثة تسعى لمواكبة المتغيرات الإيجابية.. ومواطن يتميز بالإيجابية والمشاركة الفعَّالة لخدمة بلاده وأهله.
|