* الفلوجة - الوكالات:
قصفت المقاتلات الحربية والمدفعية الأمريكية معاقل المسلحين في الأحياء الشمالية والجنوبية لمدينة الفلوجة وسمع دوي انفجارات عنيفة في أرجاء المدينة.
وقال شهود عيان إن (الأحياء الشمالية للمدينة التي تضم حي المعلمين ونواب الضباط والجمهورية والجولان والأحياء الجنوبية التي تضم الشهداء والعسكري والجبيل شهدت قصفاً جوياً وبالمدفعية الأمريكية حيث سمعت أصوات الانفجارات من مسافات بعيدة كما شوهدت ألسنة النيران وسحب الدخان فجر أمس).
وأوضح الشهود أن الأحياء الشمالية تشهد حرب شوارع بين المسلحين والجيش الأمريكي وخصوصاً في حي المعلمين ونواب الضباط والجمهورية والجولان.
وأشار الشهود إلى أن المدفعية الأمريكية تدك وبعنف من أطراف الفلوجة أهدافا ًًداخل الأحياء الشمالية والجنوبية وبشكل متواصل تارة ومتقطع تارة أخرى.
وتقوم المقاتلات الحربية الأمريكية بالتحليق في سماء الفلوجة وتشن غارات على أماكن تواجد المسلحين المتحصنين داخل الأحياء وفي المنازل.
من جهة أخرى هز انفجار عنيف الليلة قبل الماضية محطة قطار الفلوجة وشوهدت سحب الدخان تتصاعد منه لمدة 30 دقيقة ولم تعرف أسبابه.
وعلى الصعيد نفسه ناشد مدير مستشفى الفلوجة العام الطبيب رافع حياد القادة العسكريين في الجيش الأمريكي وقوات الحرس الوطني العراقي في الفلوجة بالسماح لسيارات الإسعاف بالعمل على إجلاء المصابين والقتلى في ضواحي الفلوجة ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال حياد: (إن وزارة الصحة أرسلت 20 طبيباً و13 سيارة إسعاف إلى مستشفى الفلوجة الذي يسيطر عليه الجيش الأمريكي منذ أسبوعين لكنهم لم يستطيعوا القيام بواجباتهم بسبب رفض الجيش الأمريكي).
وأضاف أن سبعة سيارات إسعاف تمكنت من إجلاء 24 جريحا من المدنيين داخل الأحياء السكنية ونقلوا إلى المستشفى الأردني شرقى الفلوجة.
وأشار حياد إلى أن الموقف في المدينة (بحاجة إلى تعاون من الجانب الأمريكي لإنقاذ الجرحى المدنيين والذين إصابات بعضهم بليغة وبحاجة إلى تقديم خدمات علاجية سريعة ونقلهم بسيارات الإسعاف).
من جهة أخرى أعلن ضابط أمريكي مساء الأحد أن الجيش الأمريكي اكتشف نحو عشرين (قبواً للتعذيب) في الفلوجة منذ بدء هجومه على هذه المدينة في الثامن من تشرين الثاني - نوفمبر الجاري.
وقال ضابط الاستخبارات القومندان الأمريكي جيم ويست في تصريح صحافي أدلى به بينما كان على مقربة من الفلوجة (يبدو أننا عثرنا على عدد من أقبية التعذيب).. وأفاد ضباط أمريكيون في المكان أن عدد هذه الأقبية (عشرون تقريباً).
من جهته قال اللفتنانت كولونيل دانيال ويلسون من المارينز (لديهم ثقافة عنف مرضي في هذه المدينة).. وتعتقد قوات المارينز أنها عثرت على بعض المنازل التي كان يحتجز فيها الرهائن.
وقال بعض الضباط إن الرهينة البريطاني كينيث بيغلي وكذلك المواطنين الأمريكيين جاك هانسلاي ويوجين ارمسترونغ أعدموا في إحدى هذه الغرف بعد اختطافهم في ايلول - سبتمبر الماضي.
وأوضح القومندان ويست أن المارينز عثروا على منزل كان يشغله مقربون من أبو مصعب الزرقاوي، العدو الرئيس للولايات المتحدة في العراق.. ولكن المخابرات الأمريكية تعتبر مع ذلك أن الزرقاوي ليس في الفلوجة.
وأضاف ويست أن (عمليات قتل وتعذيب) جرت في (مواقع الرعب) العشرين هذه التي اكتشفت.. وعرض صوراً ظهرت فيها أرض وجدران بعضها ملطخة بالدم.
وقال الضابط الأمريكي أيضاً (هؤلاء الأوغاد لجأوا إلى التعذيب والإذلال).. موضحاً أن الجنود عثروا (في بعض الحالات على رهائن موثوقين بالسلاسل على الجدران).
ورأى صحافي من وكالة فرانس برس يرافق القوات الأمريكية في الفلوجة جثث 27 شخصاً يبدو أنهم تعرضوا للإعدام.
وأوضح جيم ويست أيضاً أن المسلحين استعملوا خمسين مسجداً لتخزين أسلحتهم وكذلك اكتشفت تسع ورش لصنع القنابل في المدينة.
وأوضحت قوات المارينز من جهة أخرى، أنها لا تنوي تقليص عدد قواتها في الفلوجة بالرغم من أن قوة من 600 شخص من كتيبة المشاة الأولى ستغادر خلال الأيام المقبلة.
وقال دانييل ويلسون (لن نخفف قواتنا حتى يستقر الوضع الأمني) مضيفا أن عمليات التفتيش مستمرة في الفلوجة من بيت إلى آخر.
ومن ناحيته، أعلن الليفتينانت كولونيل مايكل بوك من قسم الشؤون المدنية في قوات المارينز أن وفدا من ثمانية أشخاص مكلفاً من السلطات العراقية وصل إلى الفلوجة للمساهمة في عمليات إعادة الإعمار في المدينة التي تهدمت بعض الأقسام فيها.
وقال إن قرار إعادة السكان الذين فروا من الفلوجة يعود إلى الحكومة العراقية عندما يستتب الأمن.. وأضاف (الحكومة العراقية المؤقتة هي التي ستتخذ هذا القرار).
وسوف يدرس الوفد أيضا مسألة التعويضات على المدنيين الذين تهدمت منازلهم أو تضررت بسبب المعارك.
وقال ضباط إن القوات الأمريكية عثرت على نحو 20 منزلا في مدينة الفلوجة العراقية تعتقد أن أشخاصا عذبوا فيها وربما يكون رهائن أجانب قد قتلوا فيها.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الأمريكي أن دورية تابعة لمشاة البحرية (المارينز) قتلت في الفلوجة مسلحا أطلق عليها النار بعد أن تظاهر أنه ميت.
وقال الجيش في بيان إن (عناصر من فرقة المارينز الأولى قتلوا مسلحا فتح النار على الجنود الذين كانوا يقومون بدورية بعد أن تظاهر أنه ميت) ولم يعط البيان إيضاحات إضافية.
وجاء هذا الإعلان بعد ثمانية أيام على إقدام جندي أمريكي على قتل جريح عراقي أعزل في مسجد بالفلوجة.
| 
"دوليات"