* رام الله - القدس - بلال أبو دقة - الوكالات:
استبقت زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ورافقتها الكثير من التوقعات والتساؤلات، فالزيارة الأولى للوزير الأمريكي منذ حوالي العام ونصف العام لفلسطين تأتي في أعقاب تحولات كبرى أبرزها غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والاستعدادات للانتخابات لاختيار خليفة له، إضافة إلى تأثر أجواء المنطقة بالحرب المستعرة في العراق المجاور، وهناك مطالب عديدة فلسطينية وإسرائيلية تلقاها ويتلقاها باول الذي قال شخصياً إن من المرجح طرح طلب فلسطيني بإطلاق سراح مروان البرغوثي، بينما استبعدت إسرائيل مسبقاً الإفراج عنه، ويشكِّل البرغوثي رقماً مهماً في التوقعات الفلسطينية المرتبطة بالانتخابات..
وقال محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الجانب الفلسطيني سيطلب من الوزير الأمريكي العديد من المطالب لدفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال (أبو مازن) في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع الذي عقد مساء الأحد في رام الله في الضفة الغربية للجنة المركزية لحركة فتح إن زيارة باول إلى الأراضي الفلسطينية مهمة (وعندنا مجموعة مواضيع وقضايا سنبحثها معه).
ويسعى وزير الخارجية الأمريكي في أول زيارة له إلى المنطقة منذ 18 شهراً إلى إطلاق حملة جديدة للسلام في الشرق الأوسط بالقول إنه سيضغط على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ خطوات لتمكين الفلسطينيين من انتخاب خليفة لياسر عرفات.
وكان مسؤولون أمريكيون أشاروا قبل الزيارة إلى أنه سيحث إسرائيل على سحب القوات من مدن الضفة الغربية والمسؤولين الفلسطينيين على كبح جماح النشطين للتشجيع على التحرك بحرية وإحلال الهدوء قبل عملية التصويت.
ولكن في تصريحات من المرجح أن تصيب الفلسطينيين بخيبة أمل قال باول إن على الجانبين العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية على أرض محتلة بأسرع ما يمكن ولكن بدون التقيد بالموعد المحدد بحلول عام 2005 كما يطالب الفلسطينيون استناداً إلى خطة خارطة الطريق المهملة التي دعمتها الولايات المتحدة.
وتعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش بانتهاز ما وصفه بفرص جديدة للسلام بعد وفاة عرفات الذي اتهمته واشنطن وإسرائيل بإذكاء العنف.
ولكن ليس من الممكن إجراء محادثات بموجب (خريطة الطريق) التي اقترحها بوش قبل انتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية في التاسع من يناير - كانون الثاني.
ويعوّل الدبلوماسيون الأمريكيون على ما يرون أنه شخص معتدل ليخلف عرفات.
وبدا باول متفائلاً لدى وصوله في زيارة تستغرق أقل من 24 ساعة التقى خلالها زعماء فلسطينيين في بلدة أريحا بالضفة الغربية وزعماء إسرائيليين في القدس المحتلة.
وقال باول للصحفيين على متن طائرته إن (هذه لحظة فرصة... الخطوة الكبيرة التي أمامنا الآن هي مساعدة الشعب الفلسطيني على الاستعداد للانتخابات) المقرر إجراؤها في التاسع من يناير - كانون الثاني.
وأضاف (في أحاديثي مع كلا الجانبين سأشجعهم على عمل كل ما بوسعهم لضمان إجراء هذه الانتخابات وأن يحصل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على فرصة المشاركة). وتابع باول الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي (ربما تشجع الأشياء التي نفعلها أو التي يفعلونها على قيام درجة من التعاون يتسع نطاقها لتشمل مناطق أخرى).
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إنه سيطلب من باول المساعدة في إعادة انتشار للجنود الإسرائيليين بعيداً عن المناطق المدنية بالضفة الغربية قبل شهر من إجراء الانتخابات.
وأضاف قريع أنه إذا أجريت الانتخابات تحت الاحتلال فسيقول الناس إن المرشح وصل إلى السلطة على دبابة إسرائيلية مما يعكس المخاوف من أن تصف الفصائل الناشطة المعتدلين المؤيِّدين للمفاوضات بأنهم خاضعون لإسرائيل.
وقال باول إنه سيتحقق من المدى الذي يمكن لمجموعة من المعتدلين المخضرمين الذين حلّوا مؤقتاً محل عرفات أن يمارسوه على جيل جديد من الناشطين لوقف الهجمات على الإسرائيليين في انتفاضة مستمرة منذ أربعة أعوام.
ويريد الزعماء الفلسطينيون من باول التمسك برؤية بوش بشأن إقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية 2005 كما جاء في خطة (خارطة الطريق) التي أطلقت في منتصف عام 2003 لكنها خرجت عن مسارها بسبب أعمال العنف.
لكن باول قال للصحفيين: (إنها - جهود السلام - ستكون مرهونة بالأعمال وإحراز التقدم وهذا ما نريد حقيقة التركيز عليه وليس على تاريخ بعينه).
وقال قريع لرويترز في رام الله إن الفلسطينيين سيوجهون إلى باول أسئلة محددة بشأن كيفية إنعاش عملية السلام. وأضاف: إنهم يريدون أن يعرفوا كيف يمكن تنفيذ خارطة الطريق وما هي الحدود الزمنية المتعلقة بها.
ومن المقرر أن يصل وزيرا الخارجية البريطاني جاك سترو والروسي سيرجي لافروف إلى المنطقة في وقتت لاحق من الأسبوع في إشارة إلى تجدد الجهد الدولي لإنعاش خارطة الطريق.
|