Monday 22nd November,200411743العددالأثنين 10 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

21 محرم 1392هـ الموافق 7-3-1972م العدد 381 21 محرم 1392هـ الموافق 7-3-1972م العدد 381
نظرة خاصة للأغنية السعودية

بعد النجاح الذي حققته فكرة المسابقة الشعرية التي نظمتها الادارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل.. وتقديم جائزة مالية قيمة لأحسن نشيد للشباب يردد في المحافل الدولية.. ويعبر عن آمال هذه الأمة.. كانت من نصيب شاعرنا الكبير الشيخ حسين عرب.. نالها عن جدارة واستحقاق.. لما احتواه هذا النشيد من صدق في التعبير وجزالة في المعنى هي ولا شك الصورة الحقيقية لهذه الأمة والتي تجسد آمال شبابها.. واشراقة هذه النهضة التي نعيشها.
اعتقد ان بلورة هذا العمل ووضعه كمنهاج نحو تحضير شعرائنا في العطاء المستمر.. والمجدي تجاه الاناشيد الوطنية في محيط الاغنية الاعلامية التي تصور ابعاد النهضة التي ننعم بها.
شعراء الأغنية لدينا مقصرون جداً تجاه الاغنية الوطنية.. وتقصيرهم هذا مرده رواج اللون العاطفي وما يحققه من نجاح مادي.. سيما وهذا اللون يلقى اقبالاً شديداً من قبل تجار الاغاني.. لارتفاع أسهم البيع في تلك البورصة الفنية.. وقد يكون الفنان المغني عاملا اخراً في تشجيع اللون العاطفي دون غيره.. لتلك الأسباب التي اسلفنا ذكرها بالنسبة للكاتب.. والملحن قد يتبدد جهده بين رغبة المغني والمؤلف.. فيكون بذلك مكرها على ذلك العمل.. بل مسيراً لا مخيراً..
واذا بحثنا عن الوسائل الكفيلة لتشجيع الأغنية الوطنية.. واعطائها نصيبا كبيراً من اهتماماتنا.. نجد ان السبل متعددة فمثلاً مطالبة الفنان المغني وهو القاسم المشترك بالاغنية الوطنية (الاعلامية) لتقديم اغنية وطنية تكون فاصلاً بين ثلاثة اعمال غنائية بلون عاطفي.. مع منع تسجيل أي عمل غنائي جديد الا بعد تقديم عمل فني وطني من باب العرفان بجميل الأم التي ترعرع فوق ثراها.. ونعم بخيراتها.. والمغني هو القوة التي تستطيع تحريك المقاومة في الاتجاه الصحيح.. خاصة وقد امتلأت الاذن بطنين الآهات.. والصد والبعد.. والهجر الذي يجلب لأذن السامع الضجر.. فحب الوطن عاطفة صادقة.. لا يماثلها حب.. وحبه واجب.. وايمان مقدس.. فلنحب هذا الثرى.. هذه النهضة.. هذا الازدهار.. هذا العطاء المثمر المستمر.. لنعبر عنه بخلجات قلوبنا.. بنبضها الصادق.. وكفانا نواحا لحبيب لا يرعوى عن صده.. وهجرانه.. يفرشنا الشوك.. ويدثرنا بالاحلأم.. والنجوم.. فقد نأخذ بالاغنية الى طريق صحيح وسليم.. ونشارك ايضاً في ابراز صورة صادقة عن وطننا الحنون.. وكذلك ان لم نجد هذه الطريقة فيا حبذا لو كان للاغنية الوطنية مزايا تجبر الفنان على تقديمها كرفع نسبة المكافآت التي تصرف للأغنية العاطفية.. متى قدم الفنان لونا وطنيا بصورة اعلامية يحقق من ذلك فائدة مالية تغريه في الاستمرار لتقديم ذلك اللون وتكون وسيلة لاجتذابه اليها حتى تتأقلم تلك الرغبة في نفسه وتتحول تلقائياً الى غاية.
انني أدلى بهذه الآراء مجرد وجهة نظر للعرض دون الفرض متوخيا في ذلك خدمة وطنية اقوم بها كواجب.. ولا أخال النجاح الذي حققته الادارة العامة لرعاية الشباب في المسابقة التي اجرتها للشعراء في وضع أحسن نشيد للشباب الا دليلا كبيرا على نجاح مثل تلك المسابقة فحبذا لو تبنتها وزارة الاعلام الجليلة ووضعت مسابقة مماثلة كمهرجان فني للأغنية الوطنية تمنح فيها جوائز تشجيعية للفنانين ذوي العلاقة (المؤلف - الملحن- المغني) تشجيعاً من الوزارة نفسها في تنمية ذلك الشعور الوطني والذي لا يمارسه الا قلة قليلة..

المحرر الفني


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved