* د. احمد قعقع :
يحدث في بعض حالات الاختناق التنفسي أو ضيق التنفس الشديد الذي يهدد حياة المريض، أن يلجأ طبيب الأنف والأذن والحنجرة إلى فتح أو فغر الرغامى لإنقاذ حياة المريض، والتغلب على هذا الاختناق، لكن كيف تتم عملية فتح أو فغر الرغامى؟ ومتى يتم اللجوء إليها؟
د. أحمد بن حسن قعقع أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الحمادي بالرياض يشرح كيفية إجراء هذه العملية، فيقول: هي عبارة عن إجراء فتحة في الرغامي في مستوى الحلقة الرغامية الثانية والثالثة ووضع أنبوب أو قنية داخل الفتحة الرغامية، لتمكين المريض من التنفس والتخلص من الاختناق، ومن أهم الاستطبابات التي يتم اللجوء فيها لفتح الرغامى حالات الاختناق بسبب عائق علوي في الطرق التنفسية العلوية، وهذا الاختناق قد يكون نتيجة لعيب خلفي، مثل انسداد فتحتي الأنف الخلفية الخلقي أو كيسات الحنجرة والتهابها، أو وجود تضيق في حلقات الرغامى العليا، كذلك التشوهات الرغامية المرئية.
*****
وقد يكون سبب الاختناق رضاً سواء كان رضاً خارجياً بسبب ضربة على الحنجرة (طلق ناري - جروح العنق العميقة الأمامية) أو رضاً داخلياً مثل استنشاق الأبخرة والغازات المخرشة السامة، أو دخول الأجسام الأجنبية أو ابتلاع المواد الكاوية.
ويضيف د. قعقع: ويتم اللجوء لفتح الرغامى في حالات الاختناق الإنتاني (التهابي) كالتهاب الحنجرة والرغامى والقصبات الحاد، أو في بعض حالات الدفتريا، خناق لودويغ، وهناك أيضاً اختناق ورمي نتيجة الإصابة بالأورام الخبيثة في اللسان أو البلعوم أو الحنجرة أو الغدة الدرقية، هناك أيضاً شلول الحنجرة المؤدي لتثبت في الحبال الصوتية، كذلك إصابات لسان المزمار، وذلك في حالات الهموفليا (الناعور).
أيضاً تفتح الرغامى لحماية القصبات والرئتين وذلك في حالات استنشاق اللعاب والطعام والمفرزات المعدية والدم، وفي حالات الركودة للمفرزات القصبات الهوائية ولزوجتها وعدم القدرة على ابتلاعها، وذلك في التهاب النخاع، التهاب الأعصاب العديد، الكزاز، السبات - رضوض العمود الفقري الرقبي - حروق الوجه والعنق الشديدة، وتخزع الرغامى أيضاً لمعالجة الحالات المؤدية إلى قصور تنفسي مزمن وذلك في أمراض الرئة المزمنة، أو رضوض الصدر الحادة والآفات العصبية التنفسية.
وحول طرق فتح الرغامى، يقول د. قعقع: هناك الفتح النظامى وذلك في الحالات غير الإسعافية، حيث يتم الإجراء تحت التخدير العام أو الموضعي وذلك في غرفة العمليات، حيث يتم إجراء شق فوق المنطقة المناسبة (الحافة السفلية للغضروف الحلقي) بين الحلقتين الثالثة والرابعة، حيث تكشف الرغامى وتفتح وتدخل فيها القينة الرغامية الخاصة وتثبت بشكل جيد مع مص المفرزات من داخل الرغامة.
وهناك أيضاً فتح الرغامى الإسعافي وتكون فيه حالة المريض لا تسمح بوقت كاف لتأمين الشروط الملائمة للعمل الجراحي وهو أمر نادر جداً ويجب تجنبه قدر المستطاع، حيث نبدأ بإدخال آلة حادة نظيفة قدر الإمكان في الغشاء الحلقي الدرقي وإجراء شق ثم وضع قبضة الآلة الحادة في هذا الشق وتدار بشكل معترض ريثما يتم تأمين قنينة هوائية، وبعدها يتم نقل المريض إلى مركز طبي وإجراء الفتح النظامي.. وفي جميع الحالات يتطلب فغر الرغامى عناية خاصة حيث يجب مراقبة المريض دائماً مع وضعه بوضعية نصف الجلوس وسحب المفرزات الدائم مع الرطوبة وذلك لمنع جفاف المفرزات وتخفيف حدوث الالتهاب، وهناك عناية خاصة بالقنينة الهوائية، وذلك بالتنظيف الدائم لها، واختيار النوع والقياس المناسب للرغامى، وحتى في حال زوال سبب الانسداد التنفسي وعودة التنفس إلى الطبيعة يجب إزالة هذه القنينة مع الاعتناء بمكان العمل الجراحي وذلك من أجل عودة التنفس الطبيعي.
|