بعد بلوغ منتخبنا الوطني الأول المرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006م، يكون بذلك قد انتقل إلى أجواء جديدة ومختلفة في كل شيء، تتطلب برامج وتحضيرات متطورة تتناسب مع أهميتها وقوتها وشراسة المشاركين فيها والمتنافسين على نيل واحدة من بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم.
بالنسبة لنا، من المفترض أن نكون أكثر فهماً وإلماماً من غيرنا بطبيعة وحساسية وأيضاً خطورة هذه المرحلة، ولدينا من التجارب الفاشلة والناجحة قديماً وحديثاً ما يكفي لاتخاذ الخطوات والترتيبات الادارية والفنية الكفيلة بتجهيز المنتخب واعداده بالشكل الذي يجعله جديراً بالمنافسة وبالوصول إلى المونديال للمرة الرابعة بإذن الله تعالى.
في الوقت ذاته علينا إدراك أن التعاقد مع المدرب الأرجنتيني (كالديرون) جاء في توقيت حرج سيزيد من مهمته صعوبة وتعقيداً، وبالتالي لابد من أن يكون للجهاز الإداري المسؤول عن المنتخب دور رئيسي وتدخل مباشر في صياغة برامج إعداده وتسمية مبارياته التجريبية وطريقة اختيار عناصره، والأهم من هذا كله ايضاح الصورة الكاملة للمنتخبات المنافسة.
هي بالتأكيد مهمة شاقة لكنها ليست مستحيلة متى ما تهيأت لها الظروف المناسبة والرؤى والأفكار والتدابير التي تعيد للأخضر توازنه ومكانته آسيويا وعالمياً، خصوصاً بعد انتكاسته الأخيرة في الصين وما ترتب عليها من تغييرات في الجهازين الإداري والفني، نأمل أن تكون خطوة إيجابية تصحيحية إلى الأمام لا أن تعيدنا للوراء وتكرس المزيد من الأخطاء..!
هكذا يرون الهلال!
لم يكن خبر احتلال الهلال للمركز (79) ضمن أفضل مائة فريق في تاريخ كرة القدم على مستوى العالم والأول على المستوى الآسيوي بالخبر المفاجئ والبشرى السارة لمحبيه ولكل من يعرف جيداً أصله وفصله وكمية منجزاته وبطولاته، ولست هنا بصدد الإشادة به والتنويه عنه، فالعالم بمختلف قاراته قام بالمهمة بمنتهى الدقة والحيادية والمصداقية.
ما أريده بالضبط هو أن بعض المتأزمين والمشككين في كل ما هو هلالي سيكون بوسعهم الآن استرجاع عقولهم والتعايش مع واقعهم، لعل وعسى أن يتذوقوا ولو لمرة واحدة طعم الحقيقة التي ظلوا لسنوات طويلة يرفضونها ويتهربون من مواجهتها، والانطلاق منها إلى حيث العلاج الشافي لأزماتهم والحل السريع لمشكلاتهم..!!
هذه القائمة الذهبية المعتمدة من الفيفا لم تنصف الهلال فحسب، وإنما جسدت خطيئة العقوق والإصرار على تجاهله والتقليل من شأنه وعدم الاعتراف بزعامته من هنا من أبناء جلدتنا ومن أناس هوايتهم قلب الحقائق والتلاعب بالتاريخ.
بدلاً من أن يأتي الإنصاف والتثمين من الخارج وتبرز عدالة المواقف وروعة الدعم والإشادة من مؤسسات غير سعودية، كنا نتمنى أن تنبع هذه مجتمعة من هنا وبطريقة تعطي للهلال وللأندية المتفوقة حقوقها، وأظن أنه حان الوقت كي تكون المواقف والقرارات الرسمية وغير الرسمية قادرة على اعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن أساليب المجاملة وجبر الخواطر لأندية لا وجود لها على ساحة التميز، وخارج قائمة النخبة.
شئتم أم أبيتم، الهلال قمر الأندية السعودية، نورها وتاج رأسها وسيد القارة الآسيوية برمتها، قالها الاتحاد الدولي ولم تقلها ألسنة المحبين واقلام المرجفين..!!
الطائي طموح مشروع
جاء فوز الطائي على النصر بهدفين نظيفين ليؤكد من جديد ما قلناه فيما مضى بأنه مؤهل للمنافسة على المربع الذهبي، وأنه بكفاحه وطموحه قادر على إثبات وجوده والتفوق على ظروفه ومقارعة الإمكانات والتسهيلات المتوافرة بسخاء لغيره.
يستطيع أن يفعل ذلك بشيء من التخطيط والعمل الجاد من أجل الوصول للمربع وليس الاكتفاء بالبقاء فقط، وهنالك مباريات عديدة أثبتت أنه لا يختلف إدارياً وفنياً وعناصرياً وجماهيرياً عن فرق لديها الفرصة لدخول المربع، بل تمكن من التغلب والتفوق عليها مستوى ونتيجة..
هذا فيما يخص الطائيين وضرورة أن ترتقي طموحاتهم وتتغير نظرتهم لانفسهم ولغيرهم، أما ما يتعلق بالظروف والممارسات القاسية والخارجة عن إرادتهم وفي مقدمتها التحكيم، فهنالك أحداث ووقائع مؤكدة ومكشوفة أمام الجميع تدل على أنه مستهدف من بعض الحكام، كان أخرهم الحكم الجروان أمام النصر وقبله العمري في لقاء الأهلي والوادعي في مباراة القادسية وكذلك حكم مباراته أمام الشباب، هؤلاء يرون أن فوز الطائي ضرب من الخيال وشيء من اللا معقول وان نيل مراده وتحقيق احلامه كارثة ما بعدها كارثة يجب التصدي لها والقضاء عليها..!! رغم هذا كله، الطائي بتاريخه ومواقفه جدير بأن يقهر المستحيل ويصنع لنفسه مجداً جديداً يستحقه، ودرساً آخر يحتاج لمن يستوعبه ويقتدي به.
غرغرة
* لم يتجرأ أحد من الصحفيين النصراويين بكشف سر ابتعاد الإداري الناجح والأمير الرائع فيصل بن عبدالرحمن..!!
* إذا كانت دورة الخليج السابعة عشرة في قطر ستظهر فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً بنفس ما تحظى به حالياً من دعاية إعلامية، فهذا سيجعلها واحدة من أفضل وأجمل دورات الخليج.
* فرق كبير بين الاحتجاج الشديد والاعتراض بقوة من الشبابيين على الطرد المستحق للحمدان أمام الهلال، وبين تقبلهم بأدب ورحابة صدر للطرد غير الصحيح للعبيلي في لقاء الاتحاد..!!
* هنالك لغز محير وراء إصرار لجنة الحكام على الحكم ممدوح المرداس واتاحة الفرصة له لقيادة أهم وأقوى المباريات رغم اخفاقاته المتكررة..!
* المفاجأة ليست في فوز الطائي، وإنما عدم تسجيله لأكثر من خمسة أهداف في مرمى النصر..!!
* منذ عشرات السنين واللعب في العشر الأواخر من رمضان المبارك ممنوع نظاماً ومرفوض لأسباب دينية وروحانية، ومع هذا وصفوا التوقف في هذه الفترة بأنها مؤامرة على فريقهم..!!
* برز عضو شرف الطائي نواف السبهان كأحد الأسماء اللامعة والداعمة، وهو في عقليته وحيويته وقوة انتمائه مكسب كبير للطائي..
* رحم الله خالد السيف، فقد كان لاعباً جبلاوياً مميزاً وخلوقاً، وإنساناً محبوباً من الجميع.. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
|