اطلعت على ما نشرته صفحة فن من مواضيع حول البرنامج الشهير (طاش ما طاش).
وقُدر لي أن أكون من مشاهدي حلقة مسلسل (طاش) التي تحمل اسم (أريد ولداً) ولقد اعجبت كثيراً مثل الكثير من المشاهدين بهذه الحلقة وللفكرة التي تحملها وما فيها من مواقف مؤثرة وأفكار هادفة تمس حياتنا اليومية.
وإنني من خلال جريدتنا العزيزة التي عودتنا على نشر كل ما هو مفيد أحب ان استعرض هذه الحلقة المحزنة التي تمس مجتمعنا بصورة مباشرة والتي حملت في طياتها كثيرا من المشاهد والتي يجب ان تكون عبرة لابناء هذا المجتمع ومن ذلك.
1 - المشهد الأول الذي كان يطالب فيه زوجته ان تنجب له أولادا ذكورا وهذا في الحقيقة ليس في يدها إنما هذا بيد خالق هذا الكون سبحانه وتعالى وهو الذي يهب الذكور والإناث وبعزته وجلاله سبحانه وتعالى.
2 - ترك الزوج لهذه المرأة المسكينة وبناتها والذهاب إلى زوجة جديدة لعلها تنجب له أولادا، ومن ثم نسيانها وتركها تصارع الحياة مع بناتها إلى الموقف الذي يبين ابنتها الكبيرة وهي تتبعه وهو خارج من المنزل تريد منه ان يوقع شهادة النجاح فما هو ذنبها من خلال هذا الموقف وهذا التصرف غير المسؤول من أب يفترض ان يراعي اسرته وابناءه.
3 - عندما ذهب الأب وتزوج من أخرى ماذا جنى من ذلك؟ أبناء عاقين أحدثوا له كثيراً من المتاعب وخاصة ان زوجته الثانية أجبرته على ترك مدينته وأهله وعمله والذهاب إلى مدينة أخرى بحجة أن اولادها سوف يكونون قريبين من أخوالهم.. واستمرت احداث الحلقة لتبين ماذا جنى الاب من هؤلاء الأبناء حيث اخفق في تربيتهم التربية الحسنة وكيف أنهم سلكوا طرقا سيئة منها التفحيط والمخدرات، نسأل الله العافية وكذلك اصابته بازمات قلبية، وانا لا اشمل جميع الابناء في ذلك. ولكن هذه نماذج من ذلك. في المقابل نجد ان الاب يتجاهل وبصورة سيئة زوجته الاولى وبناته.
وتمضي الأيام والسنون ونجد ان البنات ينجحن في تجاوز اهمال الاب لهن. ويمضين في هذه الحياة بكل نجاح وتفوق ويصبحن طبيبات ناجحات.
وإنني في هذا المقام أؤكد ان الحلقة نجحت في احداثها كأن يصاب الاب بأزمة قلبية وتقوم ابنته الكبرى بعلاجه إنه موقف مؤثر جداً أحزن كل من شاهد الحلقة، وهذا الموقف يبين ان الأولاد الذكور ليسوا كل شيء حتى لو افتقدتهم شجرة العائلة وان كثيراً من البنات نجحن في رعاية اسرهن وعوضن الأسرة عن وجود الأبناء الذكور. واحب ان ابين أن البنات لسن عيباً عندما يرزق الاب بهن وخاصة ان اسلامنا الحنيف قد كرم المرأة واعطاها كل حقوقها لأنها الأم والزوجة والأخت والبنت.
في الأخير كم كنت أتمنى ان نجد حلقات أكثر من هذه الحلقة (اريد ولدا) لأننا بحاجة كبيرة لمثل هذه المواقف التي تمس مجتمعنا والتي يكون تأثيرها قوياً على المجتمع لما فيها من عبرة لكي نعوض ما ينقصنا من برامج ونواجه هذا الغزو الإعلامي. واحب ان اشكر كل من ساهم في ذلك. مع شكري لعزيزتنا الجزيرة ومحررها ولكم تحياتي.
احمد عبد العزيز السلوم
الرياض 11417 ص.ب 27250 |