* الرياض - تبوك - القاهرة - سلطان المواش - عبدالله العماري - عبدالرحمن العطوي - علي البلهاسي:
في ظل عدم التوازن البيني بين الحيوان والنبات، وفيما تستعد معظم البلدان المجاورة لمكافحة جحافل الجراد القادمة من إفريقيا والتي وصلت مقدماتها خليج العقبة في الأردن، استكملت المملكة ممثلة في وزارة الزراعة تجهيزاتها لإبادة أسراب الجراد وأعلنت الوزارة حالة الطوارئ مجندة كافة الإمكانات البشرية والمادية من آليات رش وأسطول كبير مجهز لمثل هذه الحالات.
وأكد معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن الوزارة مستعدة استعداداً تاماً لإبادة أسراب الجراد والتي وصلت الآن إلى بعض الدول المجاورة، حيث جندت الوزارة ست طائرات لمكافحة الجراد قبل وصوله إلى الأراضي السعودية.
وأضاف معاليه بأن الوزارة أعلنت مؤخراً حالة طوارئ من أجل مكافحة هذا الجراد الذي أوشك على دخول المملكة.
وأشار معالي الوزير بالغنيم بأن وزارة الزراعة قد استعدت منذ مدة بإمكانيات بشرية وآليات رش وسيارات وسيارات مزودة بالرش مضيفاً بأن أسطول الوزارة يعد كبيراً جداً في هذا المجال وقال إننا مستعدون لمكافحته في المنطقة الوسطى والشرقية والتي تكثر فيها الزراعة، وقال إننا نراقب الوضع الآن. ونوه د. بالغنيم إلى أن الوزارة تتعاون مع الجهات الدولية لمحاربة الجراد ومكافحته، كما أن هناك تعاوناً وثيقاً مع منظمة - الفاو - مؤكداً بأن المملكة قد قدمت لبعض الدول المجاورة وغيرها دعماً مالياً لمكافحة أسراب الجراد ومعونات وخاصة الدول الإفريقية التي تضررت مؤخراً.
من جانبه أكد مدير المركز الوطني لأبحاث الجراد بجدة أن استعدادات المملكة لمكافحة الجراد والتي بدأت منذ أربعة أشهر مشيراً إلى أن المملكة تتابع أولاً بأول تحركات هذه الأسراب من الجراد منذ بداية تشكلها، وتوقع غازي حواري مدير المركز أن تدخل أسراب الجراد إلى أجواء المملكة في أي لحظة، ولم يعط حواري أي تفاصيل حول الأعداد المتوقع دخولها للمملكة إلا أنه أشار إلى أن طول السرب الواحد بين اثنين إلى ثلاثة كلم، مضيفاً أن الجرادة الواحدة تولد 320 جرادة.
وبين غازي حواري في تصريحه ل(الجزيرة) أن المركز ووزارة الزراعة تملك من الإمكانيات لمكافحة الجراد ما يفوق الدول المجاورة بالشيء الكثير.
وأضاف مدير عام المركز الوطني لأبحاث الجراد أن هناك أعداداً كبيرة من الموظفين تعمل ليل نهار منذ مدة وهي مستعدة لهذا الخطر الداهم حيث لدينا أكثر من 23 فرقة ومراقبة من الفرق الأرضية لاكتشاف الجراد على طول البحر الأحمر من تبوك إلى مدينة جازان وهي تعمل على مدار الساعة من أجل أن تتكاتف مع الجهات المسؤولة من منظمات دولية ووزارة الزراعة وهذه الجهود بدعم ومتابعة من المقام السامي ومعالي الوزير د. فهد بالغنيم من أجل مكافحة الجراد، ونوه حواري أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في مدينة جدة عن هذا الموضوع وسيتحدث أحد المسؤولين بوزارة الزراعة في هذا المجال.
من جهة أخرى أعلن في الأردن وتحديداً مدينة العقبة الأردنية التي تبعد عن محافظة حقل السعودية بمسافة 25 كم تقريباً عن وصول مجموعات من الجراد الصحراوي حيث تم ظهوره يوم أمس الأول السبت في مدينة العقبة وفي ميناء العقبة الأردنية في أشكال فرادى ومجموعات صغيرة.
وذكرت الصحف الأردنية الصادرة يوم أمس الأحد أنه شكل فريق عمل وغرف عمليات في العقبة الأردنية جنوب الأردن واستخدم الطيران العمودي في المسح الجوي وطائرة للرش في حال تدفق جحافيل هذا الجراد للأراضي الأردنية للقضاء عليه، ويذكر أن عدداً من الدول كانت قد حذرت من أكل الجراد حيث يجد لحم الجراد إقبالاً لدى البعض وقد يكون قد تعرض للمبيدات الحشرية المضرة بالصحة.
وفي مصر طالبت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر جميع المواطنين في مختلف أنحاء مصر باصطياد الجراد وأكله للقضاء عليه ومساعدة الحكومة في مواجهة الأزمة، مؤكدة أنه مباح شرعاً، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح أكل الجراد في قوله: (أحل لي ميتتان السمك والجراد ودمان الكبد والطحال).
وأشار الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر إلى أن تناول المواطنين في مختلف أنحاء مصر لأسراب الجراد التي ظهرت مؤخراً سيساهم بشكل فعال في مواجهته والقضاء عليه.
وكانت مصادر طبية مصرية قد أكدت إمكانية أكل الجراد الذي يهاجم مصر حالياً، وأشارت إلى أن وجبة الجراد تتفوق في قيمتها الغذائية على الوجبات البحرية مثل الإستاكوزا والجمبري والكابوريا، كما أن أنثى الجراد تحتوي على صفين من البويضات تشبه الأسماك وتتمتع بقيمة غذائية مرتفعة لاحتوائها على الفسفور والحديد والفيتامينات.
|