* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تعد الصناعات الكيماوية الاسرائيلية من أخطر ما تتعرض له البيئة الفلسطينية وذلك كون دولة الاحتلال مستمرة في تصنيع المواد النووية والكيميائية التي تؤثر على حياة المواطنين الفلسطينيين، كونهم قريبين من المناطق الصناعية النووية الاسرائيلية، سيما في مناطق النقب وغزة والخليل، ما يهدد حياة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، فهذه الصناعات باتت ومنذ سنوات عديدة تدق ناقوس الخطر..
فمن يسلم من الفلسطينيين من رصاص وقذائف الاحتلال، قد لا ينجو من أمراض خطيرة قاتلة، سببها التدمير الإشعاعي الإسرائيلي، ذلك أن الدولة العبرية حولت منطقتي جنوب الخليل وصحراء النقب إلى مكب للنفايات النووية من مفاعل (ديمونا) و(نحال سوريك) وتحديداً شوائب اليورانيوم..
وفي هذا السياق، توجه مسؤولون عرب ويهود في النقب إلى وزارة الصحة الاسرائيلية، مؤخراً، مطالبين بالعمل على نشر نتائج البحث الذي أعده خبراء من جامعة (بن غوريون اليهودية) في منطقة بئر السبع، شمل المواطنين العرب واليهود الذين يسكنون بجوار مكب النفايات الكيماوية المسماة (رمات حوفاف)..
ويشكو المواطنون، هناك، الذين تقع مساكنهم بالقرب من مكب النفايات الكيماوية من آلام رأس مزمنة، وأمراض الربو وتعدد حالات الإجهاض، وإصابة السكان بمرض السرطان..
وتثبت الوقائع الصارخة على الأرض الفلسطينية المحتلة، أن الاحتلال الإسرائيلي شكل ولا يزال حتى اللحظة، أخطر عامل مدمر للبيئة الفلسطينية، بما لا يقارن مع التلوث الذي تسببه الصناعات الفلسطينية الضعيفة والهشة..
المهندس هاشم صلاح، مدير مكتب سلطة البيئة في مدينة الخليل، قال: إن سلطات الاحتلال تستنزف على الدوام الموارد الطبيعية الفلسطينية، وتلحق الضرر بالإنسان والحيوان والأرض الزراعية، وذلك عبر تشجيعها لإقامة المنشآت الصناعية في مناطق (c) غير الخاضعة للسلطة الفلسطينية..
وتظهر الدراسات الميدانية المتخصصة في هذا المجال، والتي أعدتها مؤسسات حكومية وأهلية فلسطينية، وقد وصلت (الجزيرة) نسخا منها أن جميع التجمعات السكانية المجاورة لهذه المنشآت، تعاني من السحب الكثيفة المتصاعدة الملوثة في الجو لمدة 24 ساعة يومياً، حيث كشفت سجلات المستشفيات في مدينة الخليل وحدها أن ازدياداً ملحوظاً طرأ في حالات السرطان لدى السكان الذين يتنفسون هواءً مشبعاً بالجسيمات السامة، والتي تؤدي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة، خصوصاً بين الأطفال الذين يعيشون في محيط المحاجر والكسارات اليهودية، ولهذا السبب فإن دولة الاحتلال أصدرت قوانين منعت بموجبها إنشاء محاجر جديدة داخل إسرائيل..
ويتمثل الأخطر مما ورد سابقاً، في انبعاث الغازات السامة التي تلوث الهواء من المصانع الاسرائيلية، الواقعة بمحاذاة (الخط الأخضر) غرب مدينة الخليل.
وقد كشف تقرير نشره الملحق الشهري الصادر عن مركز العمل التنموي، أن خارطة توزيع غاز الرادون المشع تتركز بصورة مرتفعة في المناطق الواقعة شرقي مدن ( الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله )، وقد تجاوز تركيز الرادون في تلك المناطق (10 آلاف بيكريل) لكل متر مكعب، بل وصل في بعض المناطق إلى (50 ألفاً)، علماً أن مستوى الرادون المقبول في الولايات المتحدة في داخل المباني هو (200 بيكريل)، وفي أوروبا (150 بيكريل)..!! وينتج غاز الرادون المشع الذي لا لون ولا رائحة له، من التناقض الطبيعي للراديوم في الأرض، وهو يخترق المباني ويتراكم على مستوى الأرضيات في الغرف ذات التهوية الضيقة، وقد يؤدي التعرض لجرعات كبيرة منه، لفترات ممتدة إلى الإصابة بسرطان الرئة، وفي (5%) من الحالات إلى سرطان الدم.
وبفعل التأثيرات الصحية والبيئية المدمرة، الناتجة عن تلويث إسرائيل للأجواء والأراضي الفلسطينية بالإشعاع، أصبحت حياة الأطفال الفلسطينيين عامة، وفي منطقتي الخليل وغزة خاصة، مباحة لمعاول التدمير الإشعاعي الإسرائيلي، ذلك أن الدولة العبرية حولت منطقتي جنوب الخليل وصحراء النقب إلى مكب للنفايات النووية من ( ديمونا) و(نحال سوريك) وتحديداً شوائب اليورانيوم..
|