Monday 22nd November,200411743العددالأثنين 10 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

عشر مسرحيات غدت حديث العيد في العاصمة عشر مسرحيات غدت حديث العيد في العاصمة
كيف فعلت أمانة الرياض ما لم تفعله جمعية الثقافة والفنون؟!

* كتب - المحرر الفني:
لم أقابل فناناً من الذين شاركوا في المسرحيات الست خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفطر المبارك إلا وهم يشكرون أمانة الرياض بتحقيق الحلم لهم بأن وقفوا من جديد على خشبات المسرح الذي نسيه كثير من الجماهير، بل ونسي البعض أن عندنا شيئاً اسمه (مسرح).
ست مسرحيات كانت (حلم) الفنانين السعوديين الذين أرهقتهم كاميرات الاستديوهات للمسلسلات التلفزيونية، وحجبت كثيراً من طاقاتهم التمثيلية، فباتوا (معلَّبين) ومحصورين في أدوار يتحكم فيها المخرج أثناء (المونتاج)، بل وكلَّما أراد فنان أن يتحرك أثناء المشهد قيَّده المخرج (برؤيته) التي يرى بغض النظر عن صحتها.
أما المسرح فهو أبو الفنون في العالم أجمع، فما بالك بدولة مترامية الأطراف يسكنها عشرات الملايين، وبها من النجوم ما الله بهم عليم.
الجميع كانوا سعداء بهذه اللفتة الجميلة من أمانة الرياض على الرغم من محدودية أوقات العرض التي (حُصِرتْ) في ثلاثة أيام، ولم تكن الأمانة على عِلم بهذا السيل الهادر من الجماهير التي تدافعت لحضور المسرحيات.
ست مسرحيات اكتفى بها نجوم الكوميديا (الشباب) في المملكة، في حين امتنع عدد كبير من الفنانين الكبار عن المشاركة، ولا أعلم حتى اللحظة ما هي ظروفهم التي جعلتهم لا يشاركون، وهل وُجِّهت لهم الدعوات أم لا.
المهم أننا شاهدنا في الرياض خلال الأيام الثلاثة لعرض المسرحيات (كرنفالاً) مسرحياً جميلاً تألقَّ فيه النجوم على الرغم من وصول الموافقات متأخرة؛ حيث وصلت الموافقة في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، وخلال عشرة أيام تمَّ جمع الفنانين وتحضير النصوص والبروفات وتجهيز المسرح من إضاءة وصوت وديكور حتى اكتملت الاستعدادات قبيل العرض الأول لبعض المسرحيات، ما جعل الفنانين جميعاً في مستوى التطلعات والآمال، وفرحتهم العارمة بالمشاركة في الأيام الثلاثة التي شهدت ثماراً كثيرة ومشرِّفة لمشاركتهم التي جاءت كما قال البعض على (عجالة).
كل ما سبق كان وراءه أمانة مدينة الرياض، وهي كما يعلم الجميع ليست (المظلَّة) الرئيسية للمسرح السعودي الذي تشرف عليه مباشرة جمعية الثقافة والفنون، وهي بالمناسبة غائبة (كلياً) عن هذا الحدث، ولم يكن لها أي دور يذكر، بل إن جميع أفرادها يعيشون في إجازة طويلة لا أعلم متى تنتهي.
كنَّا نأمل من جمعية الثقافة والفنون أن يكون لها دور إيجابي نحو (المسرح) الذي نام فترة ليست بالقصيرة بعد فترة شهد فيها توهجاً لا ينكره إلاَّ جاحد، ولكن فترة الركود طالت.. وطالت.. وطالت.. حتى جاء من يفيقه من لحظات نومه العميق.
إنها أمانة الرياض التي خسرت ما خسرت لتجعل من المسرح السعودي أحد أهم معالم العيد في الرياض لهذا العام، بل إنه الأبرز والذي حاز على الإعجاب.
سمعتُ في إحدى المسرحيات التي حضرتها همساً متكرراً من الجماهير يتساءلون عن كيفية حضور المسرحيات الست خلال ثلاثة أيام، فهم يرغبون في حضورها (جميعاً)، ولكن ثلاثة أيام لا تكفي.. فكتبنا مطالباتهم في أحد الأعداد الماضية، وأبلغني في يوم نشر الموضوع أحد الزملاء أن سمو أمين مدينة الرياض طلب صفحة (فن) أثناء الاجتماع. وبالفعل اتصلتُ به مباشرة، وتم تحويلي له على الرغم من وجوده في الاجتماع، وتحدَّثتُ معه، فكان حديثاً جميلاً اتَّسم بصراحته المعهودة، ولمست كما لمس المقربون منه والذين يعرفونه حرصه الشديد على تألق الرياض عيداً، وجعلها تحتفل بالعيد مرتين. وأكد سموه أن أهالي الرياض سيكونون على موعد مع المسرح ابتداءً من العام القادم؛ أي بعد ثلاثة أشهر من الآن.
من هنا لا بدَّ أن أتوقف احتراماً وتقديراً (صادقاً) لهذا الرجل الذي جعل من وقته (هدية) لجمال الرياض وتألُّقها.
شكراً سمو أمين مدينة الرياض باسمي واسم جميع الفنانين الذين شاركوا في المسرحيات الست، وشكراً باسم جميع من ابتهجوا هذا العيد في الرياض وكل من ابتسم في أجوائها الجميلة، شكراً أيضاً لجميع اللجان في عيد الرياض الذين كانوا ورشة عمل لا تنام؛ كي تصبح الرياض رقيقة جميلة في أجواء ربيعية ماطرة شهدت تألقاً لم تشهد له مثيلاً من قبل.
شكراً يا الرياض؛ لأنك عاصمتنا الجميلة الآمنة المطمئنة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved