Sunday 21st November,200411742العددالأحد 9 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

29 ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 390 29 ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 390
وجه المجتمع النسائي في الضاحية الباريسية

* ن.ا.ب :
هذه مطالعة إحصائية عن طريقة معيشة النساء في باريس وضاحيتها، وهي مستخلصة من دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الوطنية الفرنسية للإحصاءات والدراسات الاجتماعية والاقتصادية. تشمل هذه المطالعة نحو عشرة ملايين من السكان المقيمين بالمدن، مما يجعل لها صبغة نموذجية. فهي صورة أو مرآة تعكس وجه المجتمع النسائي في طريقة معيشته سواء في المنزل أو خارج المنزل في مراكز العمل المأجور.
نحو نصف النساء المتزوجات يزاول مهنة مأجور:
أثبت هذا الإحصاء ان نصف النساء المتزوجات بالضاحية الباريسية، يزاول مهنة مأجور. في حين ان المعدل العام في فرنسا جمعاء أي في المدن والأرياف، إنما يبلغ نسبة امرأة متزوجة (عاملة) مقابل امرأتين متزوجتين، غير عاملتين. وبالمقارنة مع بعض الأقاليم الفرنسية يلاحظ ان هذه النسبة في جزيرة كورسيكا مثلا لا تبلغ سوى 11 بالمائة للنساء (العاملات).
أما مدة الحياة المهنية النسائية في الضاحية الباريسية بانها تبلغ 25 سنة، وفي طليعة المهن التي تزاولها المرأة الفرنسية سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، يأتي (الفرع الثالث) حسب المصطلح الاقتصادي وهو فرع الخدمة في المكاتب والشركات التجارية والمصارف والوظائف العامة.
وكيف تقضي المرأة العاملة أوقاتها في المنزل؟
تقضي نهار الأحد في الأشغال المنزلية كالتنظيف المطبخي والعناية بالأولاد الخ.. مدة من الوقت تعادل يوم عمل مهني.
وان نصف النساء العاملات يخصص لهذه الأشغال ساعتين كل مساء.
وهذا إحصاء طريف إنما له صلة بنشاط المرأة المتزوجة: ربع الرجال لا يهتم مطلقاً للأشغال المنزلية بل يعتمد في ذلك على المرأة فقط، ويعتبر ان هذه الأعمال (من اختصاص المرأة).
ويستخلص من ذلك ان الأوقات التي تنصرف فيها المرأة إلى الراحة والتسلية أقل من أوقات الرجل.
وان كانت المرأة تقضي في مشاهدة التلفزيون نفس المدة التي يقضيها الرجل، إلا أنها تكاد تجهل تماماً الرياضة البدنية والاجتماعات السياسية والنقابية.
أما العقلية الاجتماعية العامة فيما يتعلق بالعمل النسائي، فإنها تغيرت عما كانت منذ ربع قرن، إذ أصبحت الأكثرية الساحقة من الرجال والنساء تعتبر ان مزاولة المرأة المهنة مأجورة (مسألة طبيعية).
ويبدو لعلماء الاجتماع ان هذه العقلية العصرية في المجتمعات الصناعية، غير موصولة بالعقائد وبالنظريات المتعلقة بحقوق المرأة وبمساواتها بالرجل، فقد تولدت عن مقتضيات اقتصادية، كالحاجة إلى اليد العاملة، وارتفاع مستوى المعيشة وتزايد الحاجات الواجب سدها نظراً لكثرة الإنتاج وتنوعه. ومعلوم ان الإنتاج يحفز على الاستهلاك.
غير ان الملحوظ في هذه المطالعة هو ان عامة النساء أصبحت تتشكى من (تفاوت وجودة المعيشة) بينهن والرجال.
هذه بعض معلومات إحصائية أخرى: تصرف المرأة من الوقت اللازم للتنقل عبر المدينة، أكثر مما يصرفه الرجل. والسبب في ذلك ان الرجل يستخدم السيارة الخاصة والمرأة تستخدم وسائل النقل العامة. فان 38 رجلاً من اصل مائة إنما يتنقلون بالسيارة، في حين انه لا يتنقل بها من النساء سوى 19 من مائة. وهذا أيضا من الأسباب التي تضيق على المرأة أوقات الراحة والتسلية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved