ان الصحافة في هذا العصر قد علا شأنها وزاد انتاجها وعرف مقرها ومكانتها من الحياة وكما هو معلوم فان الصحف هي لسان الأمة المعبر عن أغراضها وآرائها وأفكارها فهي عنوان رقيها ودليل حضارتها. تنبئ عن أحوال البلاد الداخلية وحوادثها المحلية كما أنها منبر عام للخطباء والعلماء والحكماء والأدباء والشعراء وأهل السياسة وغيرهم. فهي روضة النفس ونزهة الطرف كما أنها هي السائح الذي يطوف البلاد شرقا وغربا فيعلم الناس بأخبار غيرهم وأحاديثهم وينقل لهم نصا وثيقا وخبرا موقوفا وتنشر الحكومة أوامرها وتعلن مطالبها وتدعو الى ما تريد. ويقف الانسان بواسطتها على حوادث الأرض كلها.. وهو في بلده.
فيعرف ما يجري بين الدول من عهود جديدة، وشروط حديثة ونزاع وخصام، وجدال وقتال وكما ان البلاد السعودية قد أخذت حظها ونصيبها الوافر حيث كثرت فيها المجلات الأدبية والجرائد المحلية، وتقدمت تقدما أدبيا وفكريا وسياسيا وزاد انتاجها ونشاطها وذلك بفضل المسؤولين والقائمين على هذه الصحف. جعل الله التوفيق حليفهم وكما أنني أحد القراء الذين كثيرا ما يتصفحون هذه الجرائد ويقتنونها ويحرصون على مصلحتها.. أردت أن ألفت النظر الى ان الجرائد قائمة على أساس كتابها وخاصة الكتاب الناشئين الذين قد آن لهم الوعي وقد دبت فيهم روح التنافس والفخر فكثيرا ما أرى خلال السطور وبين صفحات الجرائد ردودا مثبطة لهؤلاء الكتاب الذين لم يحسنوا الكتابة جيدا ولم يمارسوها. لذا أقول ان الرد اللطيف والأسلوب الحسن يبعث في قلب التلميذ روح الشجاعة والمحبة لجريدته والحرص على اقتنائها. هذا هو رأيي ورجائي تحقيقه ولفت النظر اليه والعمل به. والله ولي التوفيق.
عبدالكريم الصالح الطويان |