التسول في نوعه ولونه أصبح حرفة معيشة لعدد من ضعاف النفوس وعديمي الضمير، وصاحب حرفة التسول لدى أولئك النوع من الناس اختلاق عاهات ظاهرية وباطنية وهمية يستمدون منها عاطفة التأثير على كثير من سذج البشر لمدهم بالمال السخي. ولعل هذه الظاهرة لا يخالفني فيها أحد، ومدى زيادة حجمها وتعددها في مدن وقرى المملكة.. ولعل القارئ أيضا لا يعجب فيما أسوق قصة واقعية طريفة تعطي المدى الخطير الذي وصل إليه العدد من الامتسولين في حبك حيل التسول وانتحال عاهات وهمية لكسب أكبر طاقة مالية من جيوب المواطنين في سبيل ما يستعرضه أمامهم من أدوار خداعة واهمة في المساجد والمحافل..!
يقول الأستاذ محمد السلطان مدير إدارة التفتيش الإداري بإمارة القصيم أنه صادف بعد أداء صلاة الظهر في مسجد حي الخبيب الشرقي ببريدة شابا يماني الجنسية يطلب العون والمساعدة للصرف على علاجه الذي تعذرته المستشفيات والمستوصفات الصحية ووجود شاش وقطن طبيين قد لفهما على رقبته. وفي نهاية الصلاة وخروج بعض المصلين أمسكت بيد هذا المتسول إلى خارج المسجد وقد تبعني الزعيم المتقاعد سليمان الخزرج وقلت للشاب المتسول: أريد مساعدتك فإذا كنت بالفعل مريضا فسوف أسهل مهمة علاجك في المستشفى العام -وفي هذا الأثناء لاحظت ارتباك الشاب وتردده- وإذا لم تكن كذلك ذهبت بك إلى الشرطة للتحقيق معك. فما كان منه إلا التخلص من يدي للهرب فشددت عليه وبادرت بانتشال ونزع لفة الشاش والقطن المحشوة في رقبته ولاحت رقبته قوية متينة معافاة من جميع الأمراض والعاهات.. ولم يكن الوقت مناسبا للذهاب به للشرطة وتعهد بعدم العودة إلى التسول وانتحال أية عاهة.
هذه قصة واقعية نقلتها دونما تحريف أو تبديل.. ان أمثال هذه القصة تتكرر في الأيام أو الساعات. أن محترفي التسول يسيئون إلينا ولواقعنا الذي نحن فيه من عزة ورخاء في العيش وتعدد أسباب الرزق دون اللجوء إلى هذه الظاهرة القبيحة. إنهم بذلك يجنون على نشاط الخدمات الصحية ويوصف لغيرنا أن الدولة لم توفر العلاج وسبل الخدمات والرعاية الصحية..
إن لي أملا كبيرا بهمة معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل الذي لا يألو جهداً في سبيل القضاء على هذه الظاهرة بطريقة دقيقة وحساسة .. والله الموفق....
|