كتبنا كثيراً في الجزيرة عن خدمات تهمنا في عقلة الصقور، ذلك الجزء المهم من منطقة القصيم والتي تقع في أعماق الدرع العربي الذي يعاني سكانه من ندرة المياه الصالحة للشرب، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن الماء هو همنا الأكبر في هذا الجزء من منطقة القصيم.
في الوقت الذي ترفل فيه بقية محافظات القصيم المتقاربة بمياه وافرة عذبة وشبكات مياه منظمة، وهي فوق ذلك تعيش فوق بحيرة من المياه، نعيش نحن في الدرع العربي صعوبات ونكبات مع الماء الذي يصعب الحصول عليه بسهولة تامة.
وقد كثر النداء وتعالت صيحات الظمأ عبر أكثر من موضوع في صحيفتنا (الجزيرة) ولكننا ما زلنا نتلهف نحو قرار جريء يريحنا من هذا العناء القاتل. مياه البحر المحلاَّة التي توقفت في حاضرة القصيم لماذا لا تواصل مسيرتها نحو باديته وهي الأكثر حاجة من غيرها.. إنها معاناة جسيمة لا يقدِّرها إلا من ذاق مرارتها هنا..
إذا كانت المياه المالحة تُباع بثمن في هذا الدرع فما بالك بمياه الشرب التي تتوقف عليها حياة الإنسان..
إن كثيراً من الأسر هنا ما زالت تصارع البقاء وهي تواجه صعوبة في الحصول على أهم وسيلة لبقائها على قيد الحياة، {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
ربما يظن البعض أنني أبالغ في حديثي هذا، ولكنها الحقيقة المرة التي فرضت نفسها وأثقلت كواهل الكثير من البيوت البسيطة.
الحاجة هنا ماسة وضرورية لوجود حل عاجل لأزمة نعيشها منذ زمن ولكنها تتفاقم مع مرور الأيام وتزداد قساوتها يوماً بعد الآخر..
الماء في عقلة الصقور والكثير من القرى التابعة لها يعتبر أزمة من أشد الأزمات إذا لم يتدخل المسؤولون لإيجاد الحلول المناسبة والجذرية.. وهذا نداء عاجل لكل من يهمه الأمر في هذا الموضوع وأملنا بالله ثم بهم كبير.
صالح بن محمد الحربي/عقلة الصقور |