يقسو كثير من الكتاب على وزارة التربية والتعليم في نقدهم لها حول ما يحدث في كل عام دراسي من تأخر في حركة المعلمين، وتوزيع المناهج الدراسية على المدارس دون أن يضعوا حلولا تستفيد منها الوزارة، صحيح أن الموضوع مقلق، ويتكرر كل عام، ولكن الكتابة فيه دون حلول ناجعة سيجعلنا في دوامة مستمرة من النقد وبقاء المعضلة، كما هي لأن الهدف تحول إلى جلد الذات.
ولذلك فأنا بداية أقترح على مقام الوزارة أن تعقد هذا العام في أوله أو وسطه أو في آخره ورشة عمل في كل إداراتها التعليمية يكون موضوعها (من أجل بداية عام ناجح ماذا نفعل حول: حركة النقل، توزيع المناهج الدراسية، انتظام العمل المدرسي، حاجات التدريب لأهل الميدان.. وتحاول أن يشترك في هذه الورشة المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون محاولة منها في التعرف على أفضل الحلول ووصولا لآلية تقضي على الخلل المتكرر في كل عام وستكون الوزارة في عرضها للموضوع كثيرة بأهل الميدان لإشراكها المعنيين بالأمر في رسم القرار الصحيح، والتعرف على المعوقات التي تحول كل عام دون تحقيق بداية ناجحة ومكتملة النجاح 100% من أجل مصلحة العمل التربوي ناهيكم أن إشراك أهل الميدان يعزز الانتماء والثقة وتقاسم الهم التربوي.
ولا أخفيكم بات حلم كل واحد منا يشتغل بالهم التربوي ألا يبدأ العام الدراسي إلا وتكون كل مدرسة في طول البلاد وعرضها، وقد اكتمل نصابها من المعلمين وأخذت مستحقها من المقررات الدراسية والأدوات والأجهزة.
لن يستحيل على وزارة التربية والتعليم أن تحقق الجاهزية في مدارسها، وعند منسوبيها لأن لدينا الوقف الكافي قبل عودة الطلاب إلى مدارسهم، هذا أمر ، والأمر الآخر هناك دوام بالتناوب بين إداريي المدرسة الذي ينبغي أن يستفاد منه في تحقيق مصالح كثيرة للمدرسة من الصيانة وترتيب أوضاع المدرسة والتهيئة للعام الجديد، تسلم المقررات، استقبال الطلاب المستجدين والطلاب المنقولين، أنا أجزم أن لدينا الكثير من الوقت يمكن لنا العمل فيه، وأن نقوم بأشياء كثيرة، ولكنها مسألة تبقى متعلقة بالتخطيط، والتخطيط الموضوعي السليم، وبه وحده نستطيع أن نتغلب على كثير من المشكلات، ولو كان موجودا فعلى سبيل المثال لما واجهتنا معضلة بداية العام الدراسي الذي انقضى منه أسبوع وأسبوعان، وما تزال بعض المدارس تعاني من غياب معلم اللغة الإنجليزية خاصة وأنها مادة جديدة على طلاب المرحلة الابتدائية.. أعود لأؤكد على أهمية التخطيط المبكر.
صحيح الأمر ليس سهلا كما نتصوره أو يتصوره الكثيرون، فالوزارة لديها جيش كامل من المعلمين والمعلمات تجاوز عددهم الـ408 ألف، ولديها أكثر 29700 ألف مدرسة، ولديها 4.5 ملايين طالب وطالبة، ولديها أكثر من 600 منهج دراسي تقوم على طباعتها وتحديثها وتجديدها، وقبل هذا وذاك دراستها في ضوء ما يتجمع لديها من مقترحات وآراء يرفعها المعلمون والمشرفون التربويون، فالأمر ليس سهلا، ولكن بعزيمة الوزارة ورجالها من رجالات التربية والتعليم والخبراء تستطيع أن تصل إلى تحقيق أهدافها، وكم حققت من إيجابيات ولكنها مع الأسف تغيب في تناول الكتاب وفي طروحاتهم، وتبرز السلبيات فكان الله في عون الوزارة وويل للشجي من الخلي.
محمد إبراهيم فايع/خميس مشيط |