*سنغافورة -(رويترز):
قال علماء: إن التركيب الوراثي لليابانيين والإندونيسيين يكشف عن أوجه للتشابه تزيد عما تشير إليه المظاهر الجسمانية التي تبرز كثيرا من الاختلافات بينهما.
وبدأ العلماء دراسة غير مسبوقة لرسم صورة عامة للخريطة الوراثية للآسيويين. وقال العلماء الذين يعملون في مجموعة من مراكز الأبحاث في المنطقة: إن الدراسة قد تكشف عن أنماط الهجرة في آسيا وتفسر قابلية مجتمعات آسيوية مختلفة للإصابة بأمراض مثل سرطان الدم (اللوكيميا) لدى الأطفال والبول السكري.
قال ايديسون ليو المدير التنفيذي لمعهد أبحاث الخريطة الوراثية في سنغافورة :(بالنظر للمنطقة الممتدة من كوريا إلى إندونيسيا، ومن الهند إلى اليابان نجد تباينات بشرية هائلة لم تفهم بعد). وقال ليو لرويترز في محاورة بالتليفون (ليس لدينا فهم كاف لمدى الاختلاف أو التشابه فيما بيننا، وهذه مبادرة للتعرف على ذلك، ولتحسين الدراسات في المستقبل).
وقال علماء: إن المبادرة الأحدث ستحسن من نتائج مشروع الجينوم البشري وهو مشروع استغرق 13 عاما وأنجز في العام الماضي الذي رسم أول خريطة كاملة للجينوم البشري ووجد أن الحمض النووي البشري متطابق بنسبة 99.9 في المائة، وأن الاختلاف المسؤول عن جميع الفروق بين الأفراد نسبته 0.1 في المئة. قال ليو (رغم إننا نعرف أن الاختلاف في تركيبنا الوراثي بنسبة 0.1 في المئة فقط، فإننا لا نعرف سوى القليل جدا عن العوامل الوراثية التي تجعلنا مختلفين).
كما سيسمح مشروع دراسة الجينوم البشري في آسيا الذي يغطي 17 بلدا آسيويا للعلماء مقارنة الخرائط الوراثية واكتشاف ما إذا كان الناس الميالين للإصابة بأمراض معينة لديهم خصائص مشتركة في تركيب حمضهم النووي. وقال ليو: (إن النظر لاختلافاتنا الوراثية يعطينا خريطة طريق للمنطقة التي يتعين فحصها في الجينوم عندما يكون لدينا مرض معين نريد دراسته). وليو واحد من العلماء الذين تحدثوا في مؤتمر منظمة الجينوم البشري في منطقة آسيا والمحيط الهادي في سنغافورة.
وحظي رسم الخريطة الوراثية البشرية الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره حدثا علميا مهما بشهرة واسعة في المجال الطبي في السنوات القليلة الماضية، فيما كشف الباحثون عن الصلات الوراثية بين الأمراض المختلفة.
والنتائج التي تم التوصل إليها إلى الآن قادت شركات الدواء إلى البحث في أساليب العلاج الفردية، وهو أسلوب جديد في العلاج يصنع العقاقير بما يتناسب مع التركيب الوراثي للمريض، ويقوم بتفصيل طرق العلاج لأمراض مختلفة. وقال ليو (ما نراه هو أن الاختلافات بين الكائنات البشرية تقدم أساسا لفهم كيفية إصابتهم بمرض وكيفية استجابتهم لطرق العلاج).
|