بالأمس كانت له صولاته وجولاته على عديد من الجبهات التربوية والتعليمية، أبلى فيها بلاءً حسناً، وحقق ما يحققه الفرسان المغاوير من نتائج باهرة تناولها الإخوة الزملاء برصد محطاتها مشيدين ومنوهين بها بعد أن اختطفه الموت فجأة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 1425هـ.
وانني إذ أرثي من أعماق قلبي أخي الفاضل وصديقي الأفضل الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن الدريس الأمين العام للجنة العليا لسياسة التعليم ليهمني أن أوضح دوره الفاعل على جبهة التربية الخاصة حين كان وكيلا مساعداً للوزارة للتعليم الموازي؛ حيث رحب كثيراً باستراتيجية الأمانة العامة للتربية الخاصة في تطبيق أحدث الأساليب التربوية، وفي مقدمتها أسلوب دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية، وكان نعم الداعم لنا على ذلك؛ مما كان له أبلغ الآثار الإيجابية التي أدَّت إلى انتشار برامج التربية الخاصة وفصول الدمج في جميع أنحاء المملكة، حتى بلغت المملكة العربية السعودية مبلغ الريادة بين دول المنطقة في هذا المجال.
وإذا كانت صحبة السفر من بين الأشياء التي تكشف للصاحب كثيراً من أعماق صاحبه؛ فإنني أشهد للفقيد العزيز د. إبراهيم الذي رافقته في سفر خارج المملكة بأنه كان نعم الصاحب في السفر، الحريص على أداء الصلاة في المسجد رغم بعده عن الفندق الذي نقيم فيه، ومع ذلك فقد كان خفيف الظل، لطيف النكتة، يسعد بصحبته مَن يصاحبه في السفر أو الحضر.
أخي أبا عبد الرحمن، لقد فقدنا برحيلك علماً من أعلام التربية والتعليم، وموسوعة تعليمية وتربوية، ولكننا لم نفقد آثارك وبصماتك الطيبة في كثير من مجالات التربية والتعليم، فانعم قرير العين في مثواك الأخير.. وإني لأرجو الله أن تكون ممن قال فيهم سبحانه وتعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم.
* المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم |