في الليالي الفاضلة المباركة من الشهر الفضيل، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك رحل عنا فجأة أنموذج فاضل في روحه الطيبة وإنسانيته وصدقه وإخلاصه وأخ عزيز على أسرة التعليم في المملكة العربية السعودية، ذلكم هو الأخ الحبيب الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الدريس الأمين العام للجنة العليا لسياسة التعليم تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، لكن رحيله خلف وراءه سيرة عطرة منذ كان معلماً وعضواً في البعثة التعليمية ومديراً عاماً لكليات المعلمين ولخدمات الطلاب فوكيلاً مساعداً لوزارة التربية والتعليم، للتعليم الموازي: الوكالة التي تشرف على التوعية الإسلامية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والتربية الخاصة وتعليم الكبار والتعليم الأهلي والأجنبي وأخيراً أميناً عاماً للجنة العليا لسياسة التعليم التي تتشرف برئاسة خادم الحرمين الشريفين لها -حفظه الله -.
وقد كانت رحلة مفعمة بالعطاء والرأي السديد حتى في آخر يوم دوام له يوم الأربعاء 20-9-1425هـ كان يؤكد على زملائه الاهتمام ببعض جوانب العمل والحرص على المسؤولية بما في ذلك فترة الإجازة، كما كانت بصماته واضحة في كل عمل تولاه نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
ولقد تشرفت برفقته وزمالته منذ عام 1394هـ بمركز اللغة الإنجليزية بالرياض ثم بجامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميريكية ثم في جهاز الوزارة منذ عام 1402هـ.
ولقد كان - رحمه الله - مضرب المثل في حزمه وعزمه، وفي روحه الطيبة ومرحه الأخاذ، واهتمامه بمرؤوسيه وأصدقائه وزملائه، صاحب مداخلات في اجتماعات الوزارة الأسبوعية والشهرية والسنوية ومجلس التطوير التربوي تتحلى بالشفافية والوضوح والطرح المتوازن الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم ومرجع موثوق لمسيرة العمل التربوي في الوزارة.
تميز - رحمه الله - بعلاقته الحميمة جداً مع كل من يعرفه بدءاً بأسرته وزملائه بالعمل وأصدقائه ومحبيه وأرجو لهم جميعاً الصبر والسلوان.
وقد برز ذلك الحب والتقدير والإجلال في الجمع الكبير الذي التف حول جنازته في مقبرة النسيم في الرياض بعيون مغرورقة بالدموع وصدور متحشرجة بالأنين وكذلك الجموع التي أمت منزل الفقيد - رحمه الله -.
فهنيئاً لك يا أبا عبدالرحمن بما خلفت من ذكر طيب ومحبة تغبط عليها وما بذل ويبذل لك من دعاء متواصل في تلك الليالي المباركة من إخوانك ومحبيك، والله أسأل أن يجمعنا بك في مستقر رحمته في جنات النعيم فلله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بقدر فاصبروا واحتسبوا، وهذا عزائي لأسرتك الكريمة ومحبيك الكثر {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } (156) سورة البقرة.
* وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي |