Sunday 21st November,200411742العددالأحد 9 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
تلوين
عبدالرحمن صالح العشماوي

** {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، إنها حقيقة ثابتة لا يمكن أن ينقضها تغيُّر أحوال الأزمان والناس، إن تنصروا الله تعالى في أنفسكم أولاً، بالامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، وطلب مرضاته في كل صغيرة وكبيرة، وفي أهلكم وذويكم ثانياً، بالإحسان إليهم وإرشادهم إلى الحق وتوجيههم وتربيتهم على سَنن الرشاد، وفي مجتمعكم ووطنكم وأمتكم، بالعدل والإنصاف، وعدم أكل حقوق الضعفاء، وعدم الاستبداد على المساكين، وعدم الانحراف عن تحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة تحكيماً شاملاً مصحوباً بالإيمان والرضا والتسليم، وفي أعدائكم وأعداء دينكم، بدعوتهم إلى الحق، ومدافعتهم عن الإساءة إلى الدين أو النفس أو المال أو العرض أو الوطن، ومواجهتهم بقوة وشجاعة حينما يتطاولون عليكم.
هنا يتحقق معنى الآية الكريمة، ويتحقق بذلك النصر من الله وثبات الأقدام لا محالة من ذلك، ولا شك فيه.
* قال الرسول صلَّى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم) كلمة جامعة مانعة تدعو إلى اعلان الشعار الثابت الذي لا يتزعزع (آمنت بالله)، تدعو إلى إعلان هذا الشعار ورفعه حتى تراه جميع العيون، وتدرك معناه جميع العقول، وحتى يتخلَّص الإنسان بإعلانه من وهن النفس وضعفها، وتردُّدها وتخاذلها - خاصة في أوقات الفتن والمحن - ، ثم يأتي بعد هذا الإعلان القوي الصريح الواضح قوله: (ثم استقم)، استقم على طريق هذا الشعار الذي أعلنته بوضوح، إلزمه بكل قوةٍ وثباتٍ فإنه الطريق الذي يوجِّه إلى الخير، ويوصِّل إلى الرفعة والعلوِّ في الدنيا والآخرة، استقم على طريق الحقِّ الموصِّل إلى الله عز وجل حتى لا تجرفك تيارات الباطل والضلال، وهنا تتحقق السعادة في الدارين.
* قيل للإسكندر: ما بال تعظيمك لمؤدِّبك أكثر من تعظيمك لأبيك؟ قال: لأن أبي سببُ حياتي الفانية، ومؤدِّبي سببُ حياتي الباقية.
وأقول: إن هذه الكلمة - برغم ما فيها من الصواب في موضوع تقدير المؤدِّب والمعلِّم - لا تتفق مع الحقِّ الثابت للوالدين اللذين أمر الله سبحانه وتعالى بطاعتهما وبرِّهما وقدَّم سبحانه وتعالى ذلك على كل شيء.
إن حقَّ الوالد يسبق حقَّ المعلِّم والمؤدِّب، لأن طاعة الوالدين مأمور بها بعد عبادة الله وطاعته {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ولا ينفي ذلك ما للمعلِّم والمربِّي والمؤدِّب من حقٍّ كبير على طلابه ومريديه.
إشارة


إلى الله يا قلبي، فربُّك عالمٌ
بأسرار ما تشكو، وربُّك قادر


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved