Sunday 21st November,200411742العددالأحد 9 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
التغريبة الفلسطينية مع مخاتير أوسلو
جاسر عبدالعزيز الجاسر

كثيرٌ من المشاهدين، وبالذات الفلسطينيين، كانوا يتسمرون أمام الشاشة التلفزيونية لمتابعة مسلسل الشتات (التغريبة الفلسطينية) في ليالي رمضان المبارك.
مؤلف المسلسل الدكتور وليد سيف - فلسطيني الأصل، ومن أبناء الشتات، والذي ذاق التغريبة في أيامها الأولى- أظهر قدرة وبراعة فائقة في ترجمة عواطف.. وفكر.. وآمال.. وطموحات كل الفلسطينيين، فأبكى مَنْ أبكى.. وأطلق العنان لخيال الراغبين بالعودة.. وللحالمين بقيام دولة.. وهذا ما جعل المسلسل حصة تعليمية للنشء الفلسطيني.. وتذكيرية للرجال والكهول الذين تذكروا أيام الغربة، فأسقوا الحنان والحلم بالعودة بالدموع.. وزادت الشباب والصبية رغبة وتشبثاً بالوطن.
تذكرتُ كثيراً من المواقف والجُمَلِ الحوارية في المسلسل، التي أصبح لها معنى رمزي بعد استشهاد الرمز الفلسطيني الكبير المرحوم ياسر عرفات.
كثيرة هي المواقف والجُمَلُ الحوارية، إلا أن الذي استوقفني، ولا يزال محفوراً بالذاكرة، الحوار الذي دار بين (أبو صالح) - الذي يتركز المسلسل حول شخصيته- وبين شقيقه بعد انتهاء الثورة الفلسطينية على الانتداب البريطاني عام 1939، واستشهاد جميع رفاق (أبو صالح).. فعندما طلب شقيق (أبو صالح) من أخيه الأكبر العودة إلى القرية.. كان رد القائد الفلسطيني عفوياً وصادقاً:
- عندما حملت البارودة، وانضممت إلى الثورة، أصبحت الثورة هي حمولتي وهي أكبر من كل الحمايل، وعزوتي وهي أكبر من كل العزوات، وإذا ما رجعت للقرية، مَنْ يعوض كل هذا.. المختار الذي أذاقنا الويل، وحاول سرقة أرضنا لبيعها للانكليز..؟!
هذا الحوار.. وهذا الموقف هو ما يردده الآن كل مقاتل فلسطيني خاصة أبناء ياسر عرفات الذين أصبحوا يتامى الثورة..!
لا نقول ان الثورة الفلسطينية التي أشعل مشعلها أبو عمار.. قد انتهت لا سمح الله، ولكن.. حصار عرفات.. ومحاولات قتله سياسياً.. ثم تصفيته جسدياً، إحدى مراحل القضاء على الثورة الفلسطينية..!
الآن حملة (الكلاشينكوفات) الذين أصبحوا يتامى.. أين يذهبون؟ هل يصبحون تابعين لمن صاغوا ورتبوا اتفاقيات أوسلو لتمييع الثورة الفلسطينية؟.
مقاتلو الثورة، هل سيجدون العزوة عند أهل أوسلو بعد أن تغيب أبو الثورة؟.
هؤلاء المقاتلون ذرفوا دموعاً كثيرة عند إعلان وفاة الرمز الفلسطيني قائد الثورة.. الشهيد عرفات .. ولكنهم سيذرفون دموعاً كالأنهار بعد أن تؤول قضيتهم إلى مخاتير أوسلو.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved