* عمان - فن:
حلم جسّده الاصرار والعزيمة واظهرته الحقيقة وغدا واقعاً يحكي قصة نجاح فكرة اطلقها الملك عبدالله الثاني عندما امر بفتح المجال امام الاستثمارات الاعلامية بكل اشكالها المرئية والمسموعة وانشاء مدينة اعلامية حرة تستقطب محطات اذاعية وتلفزيونية للبلاد وتجعل من الاردن محطة استقطاب لهذا النوع من الاستثمارات.
حلم أصبح حقيقة
واصبح بامكان المتابع للمشهد الاعلامي المحلي ان يرى بوضوح حركة الاستثمارات الاعلامية تكبر وتزدهر حيث اصبحنا نملك ست محطات اذاعية خاصة الى جانب عشرات الطلبات الاخرى التي تنتظر الموافقة لمنح تراخيص بث وعشرات الطلبات المقدمة لهيئة المرئي والمسموع - التي انشئت خصيصا لهذا النوع من الاستثمارات - للحصول على تراخيص لانشاء محطات تلفزة خاصة للبث الارضي والفضائي. ولا ننسى في هذا السياق مشروع المدينة الاعلامية الجزء الذي اصبح حقيقيا ونقطة مضيئة على خريطتنا الاعلامية حيث يبث منها الآن 70 قناة تلفزيونية فضائية من عمان ومن المقرر ان يرتفع هذا العدد في الاشهر القليلة القادمة الى 90 قناة ونحسب ان هذا المشروع وحده يكفينا لنؤكد ان حلم نجاح فكرة الاستثمارات الاعلامية الذي طالما شغل المعنيين اصبح حقيقة ومدعاة فخر واعتزاز ولاسيما انه المشروع الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي يحتوي على احدث الاجهزة والمعدات الفنية الخاصة بالبث التلفزيوني الفضائي.
نقطة البدء
كانت بداية فكرة الاستثمارات الاعلامية صعبة لأنها بذرة لمشروع كبير على ارضية تكاد تكون بوراً لا يوجد اي داعم لنجاحها من الناحيتين الفنية والتشريعية لكن بالاصرار والعزيمة اصبحت الفكرة واقعاً اذ سعت الحكومة لوضع التشريعات الخاصة بهذا الشأن وانشئت هيئة خاصة مستقلة لها مجلس ادارة يضع ويرسم سياساتها اضافة الى سن انظمة خاصة لتنظيم القطاع وآليات منح التراخيص وبالفعل باشرت الهيئة منذ قرابة العام استقبال طلبات المستثمرين العرب والمحليين لغايات الاستثمارات الاعلامية. ولعل ابرز ما يميز التجربة الاردنية في هذا المجال ان فرص الاستثمار لم تنحصر بالمستثمر المحلي كما هو الحال في الدول التي سبقتنا في هذا المجال اذ بإمكان اي مستثمر الحصول على ترخيص لإقامة محطة اذاعية او تلفزيونية اذا ما التزم بالأسس التي وضعها القانون لمنح التراخيص. وعلى صعيد متصل كانت المدينة الاعلامية الحرة قد بدأت عملها منذ قرابة العامين بعقد خاص بين الشركة الاعلامية العربية التي يرأس مجلس ادارتها الشيخ صالح كامل والحكومة الاردنية بأنشاء المدينة وبدأت عملها بمشاريع متواصلة كان اولها نقل معظم قنوات شبكة راديو وتلفزيون العرب من ايطاليا الى عمان واستمرت الانجازات الى ان اصبح المشروع الآن من اكبر المشاريع الاعلامية في الشرق الاوسط حيث اصبحت تبث من خلاله كل قنوات شبكة راديو وتلفزيون العرب اضافة الى 70 قناة عربية وآسيوية واوروبية.
جولة بالمدينة الاعلامية
(فن) قامت بجولة ميدانية اطلعت خلالها على تفاصيل مشروع المدينة الاعلامية رافقنا خلالها مدير المشروع ومدير شبكة راديو وتلفزيون العرب في الشرق الاوسط راضي الخص وكانت البداية بجولة على استوديوهات التصوير بالمدينة حيث تستقطب اكبر المسلسلات والاعمال العربية والخليجية للتصوير فيها وكان اخرها المسلسل السعودي (سواليف حريم) الذي عرض في شهر رمضان اضافة الى ما تقدمه المدينة من خدمات مساندة للاعمال الدرامية العربية كمسلسل طاش ما طاش السعودي حيث قدمت لاسرة المسلسل الذي صور ايضاً بعمان العديد من الخدمات الفنية الهامة.
وقد اعدت استوديوهات كبيرة ومزودة بكل الاجهزة الخاصة بإنتاج الاعمال الدرامية ذلك ان المدينة تعمل الى جانب توفير الاستوديوهات بإنتاج الاعمال الدرامية كمنتج منفذ وشركة منفذة وقامت بإنتاج عدد كبير من دراما عربية كما تقدم خدمات فنية لعدد من الدراما ليس فقط في عمان من خلال ارسال كوادرها الاردنية لتقديم المساعدات الفنية اللازمة في عدد من الدول الخليجية والعربية كما حدث في احد المسلسلات السعودية الذي صور بعض مشاهده في عمان وتابع تصوير المسلسل في السعودية وتم ارسال طاقم فني كامل الى الرياض من المدينة الاعلامية لمواصلة التصوير.
استوديوهات البرامج الحية
واطلعنا على الاستوديوهات التي اعدت خصيصا للبرامج الحية كالمباريات خاصة وان شبكة راديو وتلفزيون العرب تضم في حزمة قنواتها عددا كبيرا من القنوات الرياضية التي تعتمد على البرامج الحية وبالتالي اعدت هذه الاستوديوهات لهذه الغاية ولغايات نقل كل الاحداث الهامة والتي تتطلب بثا حيا ومباشرا وقد زودت هذه الاستوديوهات بكل المعدات اللازمة لهذه الغاية اضافة الى الاستوديوهات الخاصة بسرعة نقل البرامج الحية لأي قناة اخرى من غير الشبكة.
التسويق
وقال الخص ان المدينة الاعلامية ستبدأ بخطة تسويقية ضخمة في العالم لجذب اكبر عدد من الاعمال الدرامية والبرامج لانتاجها بالمدينة من خلال عدد كبير من الاجراءات التسويقية الهامة ومن ابرزها التسويق من خلال الموقع الالكتروني للشبكة الى جانب خطوات اخرى عديدة من شأنها تعريف العالم بالمشروع واهميته.
المشروع الأحدث بالشرق الأوسط
واطلعنا في جولتنا على احدث مشروع في الشرق الاوسط ادخلته المدينة الاعلامية حديثاً الى خدماتها وسيباشرالعمل به خلال الايام القليلة القادمة وهو مشروع تحويل البث من الاشرطة ليصبح عن طريق الحاسوب وقد كلف هذا المشروع 15 مليون دولار لأنه يحتاج الى اجهزة خاصة للبث مختلفة عن تلك المستعملة بحالات البث من الاشرطة. وقال الخص في عرضه الفني المفصل للمشروع ان المشروع الجديد سيمكن كل شخص من الاشراف وبث 8 قنوات في آن واحد ذلك ان الامر لن يتطلب سوى الاشراف على اجهزة الحاسوب وكل الامور ستدار من خلال هذه الاجهزة مشيرا الى انه تم تدريب 50 شابا اردنيا من خريجي الجامعات الاردنية للعمل في هذا المجال. وقال الخص ان المشروع سيعمل على سرعة البث اضافة الى ان المونتاج سيكون بدون الاشرطة ومن المزايا ايضا ان المكتبة الحالية التي تضم 50 الف ساعة تلفزيونية ستتوسع سعتها ليصبح بامكانها استيعاب 180 الف ساعة بالنظام الجديد كما سيصبح بالإمكان الدخول الى المكتبة الخاصة بالساعات التلفزيونية للمدينة من اي مكان في العالم عبر الرقم السري.
حجم البث
واطلعنا خلال الجولة على حجم البث الذي تقوم به المدينة الاعلامية حيث يبث منها 70 قناة تلفزيونية فضائية وارضية ومن ابرز هذه القنوات اول قناة فضائية اردنية سياحية وهي قناة (نور مينا) اضافة الى قناة (المجد) التي تبث كذلك من عمان والتي وصل عدد العاملين فيها من الاردنيين الى 60 موظفا الى جانب عدد كبير من القنوات الآسيوية والتركية والايرانية والاوروبية والهندية والباكستانية وسيرتفع عدد القنوات التي تبث من خلال المدينة الاعلامية ليصل الى 90 قناة قريباً كما قال الخص. وقال ان المدينة توظف حتى الآن 800 موظف اردني ومن المقرر ان يرتفع العدد حتى مطلع العام القادم ليصل الى 1000 موظف علماً بأن هذا العدد يعمل لدى شبكة راديو وتلفزيون العرب فقط.
التعاون الرسمي
وأكد الخص على التعاون الكبير بين المدينة والجهات الرسمية ذات العلاقة علماً بأن المدينة مشروع قائم بذاته لا علاقة له بأي قوانين اردنية لأننا مدينة اعلامية حرة الى جانب اننا نتمتع بمزايا المناطق الحرة والخدمات المقدمة لها. واشار الى ان المدينة على اتصال دائم مع هيئة المرئي والمسموع من باب التعاون بطبيعة الحال لا اكثر ذلك اننا نقوم بادوار مكملة بعضها للاخر.
دعم الاقتصاد الوطني
وأكد الخص ان المدينة الاعلامية تعمل على دعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر عبر توظيف العمالة الاردنية وجذب اعداد من الانتاجات للاعمال العربية من دراما وبرامج مختلفة وجذب قنوات للبث الى الاردن لتشغيل الايدي العاملة الاردنية. واضاف الخص ان جذب الدراما للبلاد يعمل على تحريك الفنادق والمطاعم وعدد من المرافق السياحية والخدماتية الاخرى من خلال استخدام الوفود القادمة للعمل بالاعمال الدرامية او البرامج لهذه المرافق. وقلل الخص من خطورة المنافسة التي قد تواجه المدينة الاعلامية من المشاريع المشابهة لها في دول المنطقة لأن المدينة تملك احدث الاجهزة بين نظيراتها بالمنطقة الى جانب انها تقدم افضل الخدمات من خلال الالتزام بالافضل وبالنوعية.
مشاريع مستقبلية
وعن المشاريع المستقبلية للمدينة الاعلامية قال الخص انه الى جانب زيادة عدد القنوات التي تبث من خلال المدينة وتشغيل مشروع البث من خلال الحاسوب بدل الاشرطة قامت الشركة بشراء الارض التي تقع خلف المبنى الحالي لمقرها بعمان وسنباشر ببناء مبنى جديد للمدينة سيخصص للمكاتب الادارية وسنقوم بتوسعة المكاتب الحالية وزيادة الاستوديوهات.
|