من السخف أن نتوقع من الفكر الذي انتج كل أزماتنا ومشكلاتنا أن يقدم لنا حلولا واعدة لتلك الأزمات. ستبقى الأزمات ما بقي ذلك الفكر (أو التفكير) الذي انتجها كما يقول العالم الفيزيائي الشهير البرت انشتين.إن الفكر الذي يجب أن يختفي عاجلا ليس هو فقط الفهم القاصر أو المتطرف لمقاصد الدين العظيم بل وكذلك الفكر التربوي والاداري الذي تدار به بعض المؤسسات التعليمية. بعبارات أخرى أقول: لم يعد مقبولاً ولا ممكناً أن نواجه قضايا ومستجدات القرن الحادي والعشرين بأساليب تفكير القرون الغابرة. علينا أن نتجاوز التفكير الذي أوصلنا الى أزمات من أهمها: تخريج معلمين كثر الجدل حول كفاءتهم (incompetent)، تنامي اعداد المدارس المستأجرة، ضعف الانتماء الوطني والمهني عند بعض المعلمين، مظاهر الوهن الذي أصاب طلابنا في التحصيل والسلوك والتفكير، تواضع تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، تقديم برامج تدريب لا نكاد نرى أثرها المأمول على أداء المعلمين داخل فصولهم، غياب البحث التربوي عن تشخيص مشكلاتنا ومعالجتها. ان هذا التفكير الذي ثبت عقمه لا يقف عالقاً في الهواء بمفرده بل يسكن في جماجم أفراد يتحركون بهمة ونشاط. لقد منح معالي وزير التربية قياداته التربوية هامشا عريضا كافيا للتحرر من القوالب الجامدة المغلقة الى رحاب الفكر والتفكير المرن الحر الذي سيخرجنا بإذن الله من أزماتنا التربوية (السماء حدودكم، كل منكم الوزير في موقعه).
(*) كلية المعلمين بالرياض |